موقع الجريدة
يشهد حزب الاستقلال قبل أيام من انعقاد المؤتمر الوطني 18 للحزب، صراعات داخلية وتجاذبات وصلت إلى حد إقدام رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة محمد سعود على تجميد عضوية القيادي البارز في حزب علال الفاسي ورئيس فريق الحزب بمجلس النواب نور الدين مضيان دون الرجوع الى مؤسسات الحزب، وهو ما اعتبره البعض تطاول على صلاحيات و اختصاصات الأمين العام نزار بركة.
وجاء هذا القرار الانفرادي لمحمد سعود بعد تسريب تسجيل صوتي منسوب للبرلماني نور الدين مضيان وهو يتحدث للمسماة “نعيمة” حول خلافه مع رفيعة المنصوري، البرلمانية السابقة، ليظهر فجأة مباشرة بعد حادث “التصرفيقة” التي وجهها عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال يوسف أبطوي لزميله في الحزب البرلماني منصف الطوب خلال أشغال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال.
وحسب مصادر من داخل الحزب فإن تشبّت البرلماني “الطوب” المدعوم من مضيان بمتابعة “أبطوي” قضائيا، عجّل باستهداف نور الدين مضيان من طرف بعض أعضاء الفريق الاستقلالي بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، خاصة و أن نور الدين مضيان بات مرشحا بقوة لنيل حقيبة وزارية في التعديل الحكومي القادم، و هو مالم يرق أسماء معروفة داخل الحزب، و التي ما فتئت تخطّط للإطاحة برئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب عبر اللجوء لممارسات خبيثة و دنيئة بعدما فشلت في إزاحته ديمقراطيا.
وأوردت ذات المصادر أن توقيت انتشار التسجيل الصوتي تزامن مع تواجد اسم مضيان ضمن المرشحين للوزارة، وجاء بعد استنفاد الطرق الديمقراطية العادلة، مشيرة إلى أن هذه السلوكات تظهر ضعف التأطير التنظيمي عند بعض المنتمين للحزب وافتقارهم إلى بعض آليات تصريف المشاحنات الشخصية.
وفي سياق متصل اعتبر عدد من متتبعي الشأن السياسي أن استهداف نور الدين مضيان في هذا الوقت بالذات هو استهداف لشخص الأمين العام نزار بركة، لأن القرار يظهر عدم احترام الإجراءات القانونية والديمقراطية للحزب، وأن الواقعة في حقيقتها لا تخرج عن كونها استغلالا سياسيا للموقف، الغاية منه تشويه صورة مضيان وإضفاء الشكوك على نواياه وقدراته القيادية.
ونبه متتبعو الشأن السياسي إلى خطورة قرار تجميد عضوية النائب بشكل انفرادي، دون الرجوع إلى مؤسسات الحزب، مؤكدين أن مثل هذه التصرفات تخدش في الحزب ككل، وأن مثل هذه المبادرات الفردية تعزز فرضيات الانتقام والمؤامرات، على حساب النزاهة والديمقراطية.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة محمد سعود سبق له أن اعتقل سنة 2015 بتهمة خيانة الأمانة، بعدما تورط في قبض تسبيقات مالية من طرف مجموعة من المواطنين، الذين اقتنوا منه شققا بأحد مشاريعه العقارية بالعرائش، ووجد سعود نفسه وقتها محميا بالحزب وتضامن معه كل المناضلين بما فيهم مضيان.
ومن جهته لطالما عُرف نور الدين مضيان بتاريخ سياسي عريق ومقدس داخل الحزب ولم تسجل عليه أية مخالفة أو توجه إليه أصابع الاتهام في أية قضية، واستطاع أن يحافظ على نظافة سيرته طوال مشواره السياسي الطويل، ولم يَقْدم يوما على إقحام صراعاته الشخصية في توجهات الحزب.
واستنكرت الأصوات العامة والمجتمعية أفعال محمد سعود الذي حشد مناضلي الحزب لتوريط مضيان، وقبول تجميد عضويته في هذه الواقعة المشبوهة، دون أي اعتبار لقرينة البراءة التي من المفروض اعتمادها في مثل هذه الحالات، واستسلم للرغبة في التموقع ضمن القيادة المقبلة على حساب أخلاقيات الحزب العريق.