مغرب العالم / يوسف دانون
الفن في جوهره هو وسيلة للتعبير عن الذات ٬ سواء كانت من خلال اللوحات و الكلمات والالحان أو الحركة٬ لكن خلف كل الاعمال الفنية تكمن معاناة عميقة وصرخة خفية٬ قد لا تسمع الا من اولئك الذين يعانون في صمت.
لكن شيخ العيطة الشعبية المغربية ببلاد المهجر الفنان فتاح المسناوي له رأي آخر من أجل التحدي والصمود في وجه المنحلين اصحاب مصالح الزبونية والمحسوبية٬ باعتباره سدا منيعا ضد اي تيار مصطنع وخاصة امام هيكل مقاطعة الحي المحمدي بالدار البيضاء ٬ وامام المسؤولين عن قطاع الثقافة والفن بالمقاطعة المذكورة ٬ هذا الكائن القوي والفنان المقتدر الذي رفض الانحناء لرغبات المسؤولين عن القطاع الفني ٬ حيث رفض الاهانة للفن والفنانين ٬ هذه الشخصية الابداعية التي ولدت في عالم مليئ بالالوان والاصوات ٬ واجه بكل قوة وعزيمة كل التحديات التي حاولت المقاطعة المذكورة فرضها عليه ٬ حيث وضع نفسه في مواجهة مباشرة مع نفسه ومع احزانه وافراحه للدفاع عن حقوق الفنان والتصدي لعدم اهانته٬ لكن في بعض الوقت تجده سكينا حادا يغرس به مواقفه الجادة والجدية ضد المتنمرين اصحاب المصالح واعداء الفن ورسالته.
فمن العار ان يصل مفهوم الاقصاء والاستغلال من مؤسسة تمثل الدولة في حجم مقاطعة الحي المحمدي الى العاصمة الاوروبية بروكسل ٬ ويصل معها صوت فنان مقتدر يمثل الديبلوماسية الموازية ونشر الثقافة الابداعية والتراثية الفنان فتاح المسناوي ٬ وإهانته وكسر مسار فني يشهد له التاريخ الابداعي ٬ من اناس لا يعرفون معنى المسؤولية الموكلة اليهم٬ هاته النمادج البئيسة التي تحاول السيطرة على الفن وهم لايفقهون شيئا عن الميدان للاسف الشديد ٬ مما جعل العديد من الفنانين يعانون من العزلة٬ سواء كانت اجتماعية او فنية ٬ وكما يعلم الجميع فالمجتمع غالبا لايفهم التحديات التي يواجهها الفنان في بحته المستمر عن الكمال٬ ولايدرك الضغوط التي يتعرض لها لتحقيق توقعات الاخرين .
فالعمل الشنيع الذي تعرض له فناننا المقتدر٬ ودفاعه المميث على حقوقه وحقوق الفنانين والضغط النفسي الذي تعرض له٬ جعلته يجبرهم على التكيف مع انماط الحياة التي تعكس ابداعهم وطموحاتهم٬ هذا الضغط الذي تسبب في تدهورمعنوياته كفنان على الرغم ان الفن قد يكون وسيلة العلاج الذاتي ٬ فان صعوبة الحصول على التقدير المالي ٬ قد يؤدي الى احباطات مدمرة٬ وهاته سياسة مقاطعة الحي المحمدي ٬ التي همشت فنان دولي حقق عدة انجازات عبر العالم.
صرخة فنية من فنان مقتدر ضد الظلم والقمع والصمت ٬ الفنان الكبير فتاح المسناوي الفنان الذي يشعر بالاختناق من صعوبة التنمر ٬ ويطالب بإلحاح الحرية الفنية واعطاء للفنان قيمته الحقيقية٬ لان الفنان ليس مجرد مبدع ٬ بل هو شخص يسير بين الظلال والاضواء ٬ يبني من معاناته عالمه الخاص٬ ويدعو في كل مرة الى التأمل لكي يرى انعكاسات الحياة .