أكد مدير الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، عبد الودود خربوش بالرباط، أن معهد التكوين في مهن محاربة الأمية التابع للوكالة، يعتبر ترجمة عملية لتحقيق جودة التعلمات في برامج محاربة الأمية وتكريس مبدأ التعلم مدى الحياة في المغرب.
وقال خربوش في كلمة بمناسبة افتتاح ندوة علمية حول “معهد التكوين في مهن محاربة الأمية : أولوية استراتيجية للمغرب من أجل تحسين جودة محاربة الأمية” احتضنها مقر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، إن هذا المعهد يتماشى مع التوجيهات الملكية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ورؤيته المستنيرة لتطوير منظومة التربية والتكوين بالمملكة والرقي بالرأسمال البشري.
وأوضح أن هذه البنية التي تم إحداثها بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، وبدعم من الاتحاد الأوربي، توفر تكوينات لممارسي المهن المندرجة في مجال محاربة الأمية بكل تدرجاتها، من قبيل مكوني المكونين والمدبرين والمشرفين بغرض تمليكهم المعارف والمهارات اللازمة، وذلك عبر عرض تكويني يستند إلى مقاربة أندراغوجية حديثة ترتكز أساسا على استعمال الوسائل الرقمية في التعلم، وتراعي خصوصية المعايير المتعلقة بالمتعلم الكبير.
وأكد خربوش أن المعهد كان ثمرة مشتركة بين جميع المتدخلين، حيث تم إنشاؤه عبر مرحلتين أساسيتين همت الأولى أولاها إعداد جميع مراجع الكفايات والتكوين والتقييم الخاصة بمهن محاربة الأمية، استنادا إلى المراجع السابقة والتجارب الدولية في هذا المجال، وأخذا بعين الاعتبار مخرجات ورشات العمل الميدانية التي تمت برمجتها لهذا الغرض.
أما المرحلة الثانية، يضيف خربوش، فكانت تجريبية بالأساس ورامت اختبار المشروع على مستوى جهتي بني ملال -خنيفرة، وطنجة- تطوان – الحسيمة، حيث تم خلالها اعتماد منصة التكوين المفتوحة المصدر الخاصة بالمعهد، ووضع نظام هيكلي للمعهد ووضع تصور عام لتفعيل الأنشطة التكوينية به وذلك وفق منهجية علمية ودراسة ميدانية.
من جهتها، قالت مسؤولة البرامج بمكتب (يونيسكو) لدى الدول المغاربية، مارينا ألكالاي، في تصريح للصحافة، إن المعهد يكتسي أهمية بالغة في محاربة الأمية لدى المتعلم الكبير، مؤكدة أنه يدل على التزام المغرب بالتصدي للأمية، باعتبارها عائقا ينطوي على سلبيات متعددة، “حتى لا يتخلف أي مواطن ومواطنة عن الركب”.
من جانبها، أكدت رئيسة قسم التنمية الاجتماعية والقروية في بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، ليزا بات، أهمية هذا المعهد الذي يوفر تدريبا هجينا، حضوريا وعن بعد، لمكوني محو الأمية، وكافة فئات المهنيين المعنيين بالموضوع، مبرزة فلسفته التي تستهدف المتعلم الكبير بالأساس.
بدورها، نوهت مديرة معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، إيزابيل كامبف، بأدوار معهد التكوين في مهن محاربة الأمية الذي يشكل عاملا حقيقيا يساعد على ضمان فعلية الحق في التربية والتعليم لشرائح واسعة من المواطنين.
يشار إلى أن أدوار معهد التكوين في مهن محاربة الأمية التي تشمل منشطي محاربة الأمية، والمؤطرين، ومكوني هؤلاء المنشطين والمؤطرين، والمدبرين، تتمثل في مهننة هذه المهن ارتباطا بسلسلة قيم سياسة محاربة أمية الراشدين.
ويتوفر المعهد على منصة للتكوين المختلط تسعى إلى إنماء الكفايات المتعلقة بكل مهنة من المهن الأربعة، حيث يقدم خدمات مستمرة ومتجددة لتلبية الحاجيات البنيوية للتأهيل والمهننة في علاقة مع سلسلة قيم محو الأمية، بغرض تجويد مكتسبات المستهدفين من برامج محو الأمية، وتعزيز نسق تربية الراشدين من خلال دعم وتطوير وتحيين كفايات المهنيين المكلفين بتفيذ هذه البرامج.