في الوقت الذي تعيش فيه مدينة مكناس أزمة اقتصادية خانقة، ركودا تجاريا حادا، ظلاما دامسا، حالة البنية التحتية، طرقات، ممرات الراجلين، إشارات ضوئية مهترئة ومتآكلة، كلاب ضالة منتشرة هنا وهناك تتجول وتجوب شوارع وأزقة العاصمة الإسماعيلية، نجد مسؤولينا ومنتخبينا في سبات عميق وكأن الأمر لا يعنيهم ولا يهمهم بتاتا، بل أن اهتمامهم منصب على أشياء أخرى لا علاقة لها بهموم وانشغالات الساكنة، والدليل الخبر الذي نزل عليها بخصوص تثبيت شاشة ضخمة بساحة أحمد الركيبي (الساحة الإدارية سابقا) بحمرية لنقل مباريات المنتخب الوطني المغربي برسم نهائيات كأس افريقيا بالكوت ديفوار.
خلف خبر تثبيت شاشة كبيرة بمناسبة مشاركة المنتخب الوطني بكأس أمم افريقيا بالكوت ديفوار صدمة بالشارع المكناسي خصوصا مع الوضع المزري وحالة التيه التي تعيشها المدينة، حتى أن البعض اعتبر مباردة رئيس الجماعة بمثابة سلوك مستفز وضحك على الذقوق.
“العكار على الخنونة” هكذا عبّر “ابراهيم” وهو فاعل جمعوي ومهتم بالشأن المحلي بمكناس، متسائلا في نفس الوقت أن مثل هذه المبادرة لا تعبر سوى عن رغبة المسؤولين استغباء الساكنة والضحك على ذقونها، هل يعقل القيام بتثبيت هذه الشاشة وسط مدينة غارقة في الظلام؟
نفس الشيء ذهب إليه المواطن “يوسف” وهو فاعل سياسي مضيفا أنه من باب الأولى على رئيس الجماعة أن يبادر إلى إنجاز ما وعد به الساكنة من مشاريع بنيوية كفيلة بنقل المدينة الى مصاف المدن الحديثة، غير أننا اكتشفنا في أخر المطاف أن المهام التي أوكلت له أكبر من إمكانياته للأسف الشديد. وحمل المتحدث الانتكاسة التي تعيشها المدينة لرئيس الجماعة.
وقال “إيهاب” وهو مواطن مكناسي أن الحقيقة الساطعة التي يراها أي عارف بدواليب الفعل السياسي، هي أن مسلسل الانتهازية واستغباء العقول الساذجة لايزال مستمرا في هذه المدينة المكلومة من لدن بعض السياسيين الذين لم يعد يهمهم المواطن المكناسي بقدر ما يهمهم التسويق لأنفسهم بأنهم يدافعون عن الساكنة وعن المدينة تمهيدا للإستحقاقات الإنتخابية القادمة، ويعتبرون أن مثل هذه المبادرات الفاشلة كفيلة بتلميع صورتهم أمام المكناسيين. فتثبيت شاشة كبيرة لمتابعة مباريات المنتخب هي “خضرا فوق طعام” تأتي بعد تلبية العديد من مطالب وانتظارات الساكنة واهمها الانارة العمومية. فكيف يروق للناس للاستمتاع بمباراة في كرة القدم بالشارع العام وسط ظلام دامس، ألا يعتبر هذا ضحكا على الذقون؟
المستقل