الأستاذ إدريس رحاوي
استقبال صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان حدثاً استثنائياً بصم فيه المغرب بصمة فخر جديدة تضاف إلى رصيده من العراقة والأصول الشريفة. هذا الاستقبال الفخم، الذي يحمل تفاصيل الترحاب المغربي الأصيل، يعكس عمق الحضارة المغربية، ويعزز مكانة المملكة بين الأمم العريقة التي تمتد جذورها لأكثر من اثني عشر قرنًا. فهذا الاستقبال ليس مجرد حدث عابر، بل هو تجسيد للكرم المغربي والتقاليد الملكية الراسخة، مما يجعل من الفخامة الملكية المغربية وسام شرف على صدر كل مغربي ومبعث اعتزاز دائم.
تأسست المملكة المغربية منذ أكثر من 1200 عام، واستطاعت عبر هذه القرون الطويلة أن تحافظ على سيادتها وهويتها رغم تحديات الزمان. هذا العمر الطويل يجسد قوة استثنائية للشعب المغربي وارتباطه الوثيق بملكه وأرضه، مما خلق حضارة راسخة تجسد روح الأصالة. لقد نجح المغرب في بناء دولة تجمع بين العراقة والتجدد، وحافظ على هويته المتميزة بفضل حكمة الملوك العلويين وأصالتهم، ليبقى المغرب دائمًا شامخًا برمزيته وتاريخه المشرف.
كلما حلّ ضيف رفيع المستوى من رؤساء الدول أو الشخصيات البارزة في المغرب، نجد أن المملكة تفتح أبوابها لهم بتفانٍ يعكس مكانتها العالمية. استقبال الرئيس الفرنسي هو أحد المشاهد التي تجسد هذا البعد التاريخي، حيث استُقبل بكل فخامة في مشهد ينضح بالاحترام والحفاوة، ويليق بعظمة الوطن المغربي. إن الاستقبالات الملكية في المغرب ليست مجرد بروتوكولات رسمية، بل هي تعبير عميق عن ثقافة الشعب المغربي وتقديره للأصالة، وهو ما يجعل من هذا الاستقبال محط فخر على الصعيدين الشعبي والرسمي.
تمثل المؤسسة الملكية في المغرب رمزًا للاستقرار والوحدة الوطنية، فهي الرابط الذي يجمع الشعب المغربي حول هويته وقيمه. فهذه العلاقة بين الشعب وملكه تتجاوز حدود السياسة لتصل إلى علاقة متجذرة في الاحترام المتبادل والإخلاص. الملكية المغربية، الممتدة عبر 12 قرنًا، هي من أبرز العوامل التي حافظت على تماسك النسيج الاجتماعي المغربي، ورسخت مبادئ الاحترام والفخر لدى المغاربة، مما جعلها مصدر اعتزاز لكل فرد ينتمي لهذه الأرض الطيبة.
إن عراقة المملكة المغربية وتاريخها الممتد في الفخامة والعظمة هو وسام شرف يحمله كل مغربي، ويدفعه للشعور بالفخر كلما شاهد بلاده تستقبل ضيوفها بحفاوة الملكية المغربية العريقة. ففي كل مرة يظهر فيها المغرب للعالم بوجهه المضياف، تُجسد قيم الاحترام والأصالة التي تعبر عن هوية البلاد، وتجعل من تقاليدها إرثاً يحمله المغاربة بقلوبهم أينما حلوا وارتحلوا.
من خلال هذه الاستقبالات الفخمة والتقاليد الراسخة، يبعث المغرب رسالة واضحة للعالم مفادها أن هذه الأرض تتربع على تاريخ طويل من المجد والفخامة، وأنها تجمع بين الأصالة والحداثة في صورة فريدة. رسالة مضمونها أن المغرب، رغم تطور العالم وتغيراته، يبقى وفياً لقيمه ولأصله، ويُبرز للعالم أجمع أن الفخامة المغربية ليست مجرد مظهر، بل هوية وثقافة ورثها الشعب المغربي جيلاً بعد جيل.
بهذا التاريخ الحافل والمشاهد التي تعبر عن الفخامة الملكية، يبقى المغرب على الدوام وسامًا من الفخر على صدر كل مغربي، وتجسيدًا حيًّا للعراقة والتألق الذي يجعل هذه الأرض الطيبة وجهةً للعالم، وأيقونة للفخر لكل منتمٍ إليها.