بقلم: ابو بدر العرائشي
دفعني الفضول للتعرف على برنامج وأهداف ومرامي المهرجان ، و الوقوف على أنشطة الجمعية المنظمة، فتهت للأسف الشديد في خبطات وخلطات المرامي، تشتت الأفكار و البرامج في تحقيق الغايات المرسومة في البطاقة التقنية لمهرجان الجالية.
وهذا يوضح عدم الإلمام بملف الجالية و الاشكاليات الحقيقية التي تعيشها الجالية من اكراهات و ارهاصات صارخة لاختلالات تدبير ملف الجالية ومكتسباتها، وما تتخبط فيه القطاعات المعنية من إرتجال وتدهور من لدن بعض المسؤولين( بشكل عام)، لعدم كفاءتهم .
يجعلنا نتسائل هل هذا المهرجان وهم سياسي أم تجارة نافعة؟
وأية إرادة جماعية تجمع بين المصالح المحلية والاقليمية في تدبير ملف الجالية المغربية بالعرائش؟
قراءة في بلاغ الصحفي للجمعية:
حضور باهت و فاشل لم يستقطب حتى الإعلام المحلي بأحرى الوطني و الدولي.
مهرجان الجالية المغربية المقيمة بالخارج بالعرائش تحت شعار:” مغاربة العالم..وتنمية إفريقيا..تنوع و تنمية” في نسخته الخامسة و الصحيح النسخة الثانية بالعرائش.
حسب البلاغ أن مهرجان يجمع مجموعة من الكفاءات المغربية حول القضايا الراهنة للبلاد تقدم خدمات المواكبة و التوجيه لمغاربة العالم ونقل الخبرات و التجارب لبلدهم الأصل.
والغريب يتحدث المهرجان عن الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج والتي تم إقصاءها وغير حاضرة، بل تستنكر إقامة النشاط باسم الجالية العرائشية و التسول بإسمها (حسب بيان أبناء العرائش بالمهجر ).
من سينقل هاته الخبرات و التجارب في غياب أبناء العرائش المقيمين بالخارج؟
رصد البلاغ بعض شخصيات دبلوماسية و علمية و مجتمعية التي تشارك في لقاءات المهرجان، و التي نجهل علاقتها بالجالية وأية رابط في احتفال باليوم الوطني للمهاجر ؟ اما الشعار الذي رفعه المهرجان يتحدث عن مغاربة العالم و تنمية إفريقيا في الوقت إن الاحتفاء بالمهاجرين يُعبّر عن مفهوم الوحدة والتضامن بين المغاربة، بغض النظر عن مكان تواجدهم حول العالم. تؤكد هذه العلاقة على أهمية تعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية والاجتماعية بين المهاجرين ووطنهم الأم، معبّرةً عن مدى أهمية دورهم في بناء جسور الفهم والتواصل بين مختلف الثقافات والمجتمعات.
واختتم البلاغ على اعتماد مفهوم التنمية المستدامة في الاستراتيجية التنموية يقتضي إشراك المغاربة المقيمين بالخارج في البرامج التنموية، لكن للاسف، الاحتفاء يكون بأعمال أنجزت، وحصيلة مشرفة تحققت ، أما أن يقترن الاحتفاء بمناسبة عابرة، تتخللها كلمات رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تحمل في طياتها ما يحمل على التفاؤل وعلى استشراف المستقبل.
المهرجان الفاشل في دورته الأولى يتحصل على دعم خفي من مجلس البلدى (صفقة غامضة) في الوقت تغرق المدينة بالكلاب الضالة في أرجاء المدينة، ولا حديث عن ساحة رحبة الزرع حيث تهاجم الكلاب العابرين و الماريين ، بدون تدخل السلطات المحلية.
كان من مجلسنا الموقر أن يفيق من نومه السبات ويقوم بتنظيف الشوارع و محاربة الكلاب الضالة التي تعد خطرا على ساكنة المدينة. بدل إقصاء جمعيات محلية تعني بالجالية و تمنح جمعيات خارج المدينة.
ما يحزنني هو .. كل ما تستقطبه مهرجانات و اللقاءات و الأنشطة المتنوعة التي تشهدها العرائش، من زوار و سياح و وافدين من مدن مغربية، ستقف على الأوساخ و تستقبل الكلاب و تتنفس الروائح الكريهة.
مهرجان النكافة بالون من الكذوب و التطبيل في الطبل المتقوب، كل ما أقوله سوى رسم صورة للمهرجان يسيئ للجالية و يتسول بإسمها بجمع المنح و الاكراميات.
مع العلم، أن للجالية المغربية المقيمة بالخارج لها جمعيات و فيدراليات و مؤسسات كفيلة بإقامة مهرجانات و منتديات على مستوى الوطني و الدولي، كما لها إمكانيات كبيرة(ماديا و معنويا)، بدون التسول أو مطالبة بالدعم المادي و اللوجستيكي، كما تتوفر على قوة بشرية من كفاءات في جميع المجالات.
كفى استخدام “الجالية ” في مآلكم الشخصية و السياسية الضيقة و اغتناء على حساب جاليتنا الموقرة؟
وللأسف، مطالب الجالية المشروعة، لم تلق آذانا صاغية، و تجاوبا حقيقيا من طرف الجهات المسؤولة ، وظلت حبيسة الرفوف، غارقة في الوعود والتسويف.. الشيء الذي يفقد مهرجانات خاصة بالجالية بريقه و خصوصيته،
و يجعل الحضور و المشاركين مدعوون لتأثيت القاعة ، وترديد سمفونية ” في ملتقى النسخة المقبلة “.