
تسلمت نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، نوال المتوكل، جائزة الشمال-الجنوب التي منحها مركز الشمال-الجنوب التابع لمجلس أوروبا للمبادرة الداعمة لمشاركة اللاجئين في الألعاب الأولمبية والبارالمبية، وذلك “تقديرا لمساهماتها البارزة في تعزيز الإدماج، والمساواة في الحقوق، والدور الجامع للرياضة”.
ومنحت الجائزة لهذه المبادرة التي تقودها كل من اللجنة الأولمبية الدولية، ومؤسسة اللاجئين الأولمبيين، واللجنة البارالمبية الدولية، بالإضافة إلى الرياضيات سيندي نغامبا وزكية خدادادي، اللتين صنعتا التاريخ بكونهما أول عضوين في فريقي اللاجئين الأولمبي والبارالمبي يفوزان بميدالية.
كما جرى تسليم جائزة مجلس أوروبا للشمال والجنوب في دورتها الثلاثين، أيضا إلى ميغيل أنخيل موراتينوس، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والممثل الأعلى لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، وذلك اعترافا بمسيرته الدبلوماسية الحافلة ومساهماته البارزة في تعزيز ثقافة السلام وتشجيع الحوار بين الثقافات والأديان والتعايش واحترام التنوع.
وسلم الجائزة للسيدة المتوكل وباقي المحتفى بهم رئيس الجمهورية البرتغالية، السيد مارسيلو ريبيلو ذا سوزا، ورئيس الجمعية الوطنية الجمهورية البرتغالية، خوسيه بيدرو أغيار-برانكو، اليوم الأربعاء بمقر البرلمان البرتغالي، بحضور شخصيات بارزة تنتمي لعوالم السياسة، الأعمال، الفنون والإعلام.
وتُمنح هذه الجائزة المرموقة سنويا منذ سنة 1995 لمرشحين اثنين (شخصيات، مناضلون وفاعلون أو منظمات) نظير التألق والالتزام القوي والاستثنائي بتعزيز التضامن والشراكة بين الشمال والجنوب.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد الرئيس البرتغالي أن منح الجائزة للجنة الأولمبية الدولية ممثلة بالسيدة نوال المتوكل، واللجنة البارالمبية الدولية ممثلة بالسيدة ليلى ماركيز، إلى جانب الرياضيتين سندي مغامبا وزكية خدادادي، يأتي اعترافا بدور الرياضة في بناء الجسور بين الشعوب وتعزيز قيم السلام والإنسانية، خاصة عبر المبادرات الداعمة لمشاركة اللاجئين في الألعاب الأولمبية والبارالمبية.
كما اعتبر أن تكريم السيد ميغيل أنخيل موراتينوس، خلال هذا الحفل الذي يجسد قيم السلام والحوار والأخوة الإنسانية، هو تقدير واعتراف بجهوده البارزة في تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات والدفاع عن قيم التعددية والتفاهم المتبادل.
وبحسب الرئيس البرتغالي، فإن العالم اليوم بحاجة ماسة إلى السلام، وأن الحوار والتضامن بين الشمال والجنوب يشكّلان السبيل المشترك لمواجهة التحديات العالمية، من نزاعات وعدم مساواة وتغير مناخي وهجرة.
وأضاف الرئيس البرتغالي أن “الإنسانية هي عالم واحد يجمعه مصير مشترك، وأن أوروبا لن تنسى مسؤوليتها تجاه بقية القارات، وفي مقدمتها إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا”، مشددا على أن مركز الشمال-الجنوب سيظل جسرا حيويا لتعزيز التقارب بين الشعوب والثقافات، ولتجديد الالتزام الجماعي بقيم السلام والكرامة الإنسانية والاحترام المتبادل.
من جانبه، قال رئيس الجمعية الوطنية الجمهورية البرتغالية، خوسيه بيدرو أغيار-برانكو، إن هذا الموعد السنوي أضحى محطة بارزة ضمن أجندة المؤسسة التشريعية ومناسبة للاحتفاء بأسمى القيم التي تتقاسمها الديمقراطيات عبر العالم، وعلى رأسها احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.
وأشار إلى أن هذه المناسبة تشكل فرصة مميزة لجمع شخصيات من خلفيات متعددة، في تأكيد أن القيم المشتركة لا ترتبط بجغرافيا بعينها ولا تنحصر في القارة الأوروبية أو غيرها.
وتابع قائلا: “إنها جائزة تضع الإنسان في صلب الاهتمام، وتعلي من شأن دوره داخل المجتمعات، بصرف النظر عن الأصول والانتماءات”، مبرزا أنها تكافئ أولئك الذين يساهمون بجد في الارتقاء بمجتمعاتهم وترسيخ مبادئ التضامن والكرامة الإنسانية.
من جهتها، أكدت السفيرة فرانشيسكا كاميليري فيتيغر، رئيسة اللجنة التنفيذية لمركز الشمال والجنوب التابع لمجلس أوروبا أن هذه المناسبة تذكّر بأهمية التعاون بين الشمال والجنوب، الذي لم يعد رفاهية بل ضرورة ملحة، لا سيما في ظل التحديات العالمية المعقدة التي تواجه البشرية اليوم.
وأشارت المتحدثة إلى الدور الحيوي لمركز الشمال-الجنوب في تعزيز التضامن بين الحكومات والبرلمانات والمجتمع المدني والمواطنين عبر القارات والثقافات والأجيال، مؤكدة على أهمية التعاون والشراكة الفاعلة لمواجهة التحديات المعقدة وتحويلها إلى فرص حقيقية للتضامن والتعاون الإنساني.
أما الأمين العام لمجلس أوروبا، آلان بيرسيه، فأكد أن ميغيل أنخيل موراتينوس قد كرّس حياته للسلام والحوار بين الثقافات والتعددية، مشيرا إلى أن العالم بحاجة إلى المزيد من أمثال موراتينوس، وأن هذه الروح هي ما تحتفي به هذه الجائزة.
وأردف بالقول إن الاحتفال يشمل أيضا مؤسسة اللاجئين الأولمبية، واللجنة الأولمبية الدولية، واللجنة البارالمبية الدولية، الذين يعززون، من خلال تمكين الرياضيين اللاجئين، قيم الاندماج والكرامة الإنسانية، بما يتناغم مع جهود مجلس أوروبا في مجال الرياضة
تجدر الإشارة إلى أن الجائزة منحت في دوراتها السابقة لشخصيات رفيعة المستوى، من بينهم رؤساء دول ومسؤولون سامون (خورخي سامبايو، رئيس البرتغال سابقا والممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الملكة رانيا (الأردن)، ولويس إيناسيو لولا دا سيلفا (الرئيس الـ 35 للبرازيل)، وبوريس تاديتش، رئيس جمهورية صربيا سابقا، وماري روبنسون، رئيسة إيرلندا سابقا…).
كما تضم لائحة الحاصلين على الجائزة الأمين العام السابع للأمم المتحدة، كوفي عنان، وسوزان جبور، الرئيسة الحالية للجنة الفرعية لمناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة.
وتمنح جائزة الشمال-الجنوب سنويا منذ سنة 1995 لمرشحين اثنين (شخصيات، مناضلون وفاعلون أو منظمات) نظير التألق والالتزام القوي والاستثنائي بتعزيز التضامن والشراكة بين الشمال والجنوب.
