دكتور عادل بنحمزة
يحمل تعيين جو شوا هاريس نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي سفيرا لواشنطن بالجزائر، رسائل في غاية الأهمية لحكام المرادية، ولفهم هذه الرسائل لابد من إعادة تركيب تحركات الدبلوماسي الأمريكي في المنطقة خلال السنة الماضية.
فقد ظهرت الدينامية الدبلوماسية الأمريكية بشكل أكثر وضوحا عندما أعلنت الخارجية الأميركية أن نائب مساعد وزير الخارجية السيد هاريس “سيسافر إلى المغرب والجزائر للتشاور بشأن الأمن الإقليمي، مع إعادة التأكيد على دعم الولايات المتحدة الكامل للعملية السياسية للصحراء”، حيث وصل هاريس إلى تيندوف كمحطة أولى في 2 شتنبر 2023 وذلك قبل زيارة العاصمة الجزائر، النقطة المحورية في زيارة المسؤول الأمريكي كانت ما كشفته وزارة الخارجية الأميركية في بلاغ جاء فيه أن هاريس “دعا خلال الزيارة إلى التحلي بروح التسوية والواقعية، وشدد على أهمية الدعم الكامل والتشارك مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص للصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا في سعيه لتحقيق حل سياسي”.
تعليقا على الزيارة قال رئيس الجبهة الإنفصالية إبراهيم غالي أن “الدخول في متاهة المصطلحات الفضفاضة من قبيل الواقعية وغيرها، لن يقود إلا إلى تعميق حالة الجمود وبالتالي تقليص فرص التوصل للحل السلمي الدائم وزيادة حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”، هذا الأمر يكشف بوضوح الجدية والحزم الذي تحدثت به الإدارة الأمريكية مع الانفصاليين عبر هاريس وقد فضلت الحديث إليهم مباشرة قبل الحديث مع الجزائريين.
كما أنه قد يكون من المحتمل أن تكون واشنطن قد أبلغت عطاف بالأمر خلال زيارته لواشنطن شهر غشت 2023، يتأكد ذلك من كون “هاريس” لم يتم استقباله من طرف عطاف وزير الخارجية بعد عودته من تيندوف بل استقبل فقط من طرف لوناس مقرمان الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية، وهو ما يمكن تفسيره من جهة، بأنه احتجاج صامت على تجاوز الجزائر والمرور مباشرة إلى قيادة الجبهة الإنفصالية، ومن جهة أخرى عدم استساغة الموقف الأمريكي الداعي للواقعية، فكيف سيكون الموقف الجزائري مستقبلا وجو شوا هاريس مقيم في الجزائر؟