قامت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، اليوم الاثنين، بزيارة لإقليم اليوسفية، لتفقد أهم الإنجازات والوقوف عند الجهود المبذولة في هذا الجزء من التراب الوطني في مجال الحماية الاجتماعية ومساعدة الأشخاص في وضعية صعبة.
وتروم هذه الزيارة، التي شملت العديد من المشاريع الاجتماعية الدامجة، تعزيز التواصل الميداني مع ممثلي القطب الاجتماعي والفاعلين المعنيين بتدبير الشؤون الاجتماعية، وكذا تقوية آليات التقارب والمقاربة التشاركية الدامجة لكل الفئات الاجتماعية.
وفي هذا السياق، قامت السيدة حيار، مرفوقة على الخصوص بعامل إقليم اليوسفية محمد سالم الصبتي وأطر ومسؤولي الوزارة ورؤساء المصالح الخارجية والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، بزيارة الفضاء متعدد الوظائف للمرأة “امبارك الخلفي” حيث قُدمت لها شروحات حول هذه البنية الاجتماعية المندمجة ومهامها والخدمات المتعددة المقدمة للمستفيدين.
وبهذه المناسبة، تم أيضا التوقيع على اتفاقية شراكة بين وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة والجماعة الترابية اليوسفية تتعلق بإحداث الولوجيات لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة.
كما قامت الوزيرة على مستوى هذا المركز بتدشين فضاء مدر للدخل، بالإضافة إلى تسليم مفاتيح السيارات المخصصة لنقل أطفال المدارس في وضعية إعاقة.
إثر ذلك، زارت السيدة حيار مؤسسة الرعاية الاجتماعية “حضانة اليوسفية للأطفال المتخلى عنهم والنساء ضحايا العنف”، التي تبلغ مساحتها الإجمالية 1900 متر مربع، منها 900 مبنية. وتنقسم هذه البنية إلى جناحين، أحدهما مخصص للأطفال والآخر للنساء، وهي ثمرة شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي والتعاون الوطني.
وتُقدم هذه البنية العديد من الخدمات لفائدة المستفيدين، أبرزها الإقامة الدائمة للأطفال المتخلى عنهم والنساء ضحايا العنف، فضلا عن التتبع المستمر لحالتهن النفسية والصحية والاستماع والوساطة الأسرية. وفي هذا السياق، قامت السيدة حيار والوفد المرافق لها بتوزيع كراسي كهربائية متحركة لفائدة أطفال المدارس في وضعية إعاقة.
وبمدينة الشماعية، زارت الوزيرة “دار المسنين”، التي تسيرها جمعية بسمة الخيرية. وتجسد هذه البنية الخاصة بالاستقبال والإيواء، المندرجة ضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في برنامجها الثاني “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة”، العناية الخاصة التي توليها الدولة للأشخاص المسنين، ورفاهيتهم، وتحسين ظروفهم الاجتماعية.
وبطاقة استيعابية تصل إلى 40 نزيلا (رجالا ونساء)، يتكون هذا المشروع الذي رأى النور في 15 أبريل 2020 وتبلغ تكلفته الإجمالية 935 ألف درهم، من فضاء للراحة وقاعتين بمواصفات الصالون المغربي (واحدة منهما مخصصة للنساء) ومكتبة وقاعتين للنوم، ومسجدا ومطبخا ومستوصفا، إلى جانب مرافق إدارية.
بعد ذلك، قامت الوزيرة بزيارة المركب الاجتماعي المتعدد التخصصات للأشخاص في وضعية هشاشة، حيث قامت بجولة في مختلف المرافق الخارجية لهذه البنية، وتعرفت على مختلف الخدمات المقدمة للأشخاص المستهدفين، إلى جانب زيارة الجناح المخصص للتمكين الاقتصادي للأشخاص في وضعية إعاقة.
وعلى مستوى الجماعة الترابية إيغود، زارت السيدة حيار “دار الأمومة” حيث اطلعت على الخدمات المختلفة المقدمة للنساء المستفيدات، وعلى الدور الذي تضطلع به هذه البنية في تحسين مؤشرات صحة الأم والطفل.
كما قامت بزيارة المركب الاجتماعي المتعدد التخصصات، وقُدمت لها شروحات مستفيضة حول مختلف المهام والخدمات المقدمة للمستفيدين. وأشرفت الوزيرة بهذه المناسبة على توزيع الكمامات الواقية لفائدة أطفال “القمر”.
وفي ختام هذه الزيارة، زارت الوزيرة فضاء ترويج وتسويق المنتوجات المحلية، الذي تم إنجازه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأعربت السيدة حيار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن اعتزازها بزيارة عدد من المراكز الاجتماعية بعدة جماعات ترابية تابعة لإقليم اليوسفية والاطلاع على مختلف البرامج المنفذة داخل هذه البنيات، مشيرة إلى أنه تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتنزيلا للبرنامج الحكومي، تم إنجاز 400 مركز في إطار برنامج “جسر “.
وأضافت أن هذه الزيارة تهدف إلى تفقد مدى اشتغال هذه البنيات وتوفيرها لسلسلة الخدمات لفائدة المستفيدين، على غرار الفضاءات المتعددة التخصصات لفائدة النساء، والتي تتيح لهم الوصول إلى المنصات والاستفادة من التكوين، في إطار التقارب بين الوزارة عبر التعاون الوطني، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووكالة التنمية الاجتماعية على الخصوص، في مجال المشاريع المدرة للدخل التي بدأت ترى النور.
وبعد أن أشادت بالدور المهم الذي تلعبه المراكز الاجتماعية متعددة التخصصات في رعاية المسنين، والإدماج الاجتماعي والمهني للأشخاص في وضعية إعاقة، أعربت الوزيرة عن سعادتها بالتواجد في موقع إيغود التاريخي، الذي يعتبر محط فخر لجميع المغاربة ويُجسد تاريخهم الممتد لقرون، حيث عثر على أقدم إنسان عاقل يعود إلى أكثر من 300 ألف سنة.
يشار إلى أنه بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، شهد هذا المركز القروي إحداث مراكز اجتماعية شاملة، مثل دار الأمومة، والمركب الاجتماعي متعدد التخصصات، في إطار التقارب مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ويجسد ذلك أيضا المجهودات المبذولة من قبل الهيئات المنتخبة والمجتمع المدني في إطار تعزيز ركائز الدولة الاجتماعية، وتحقيق القرب والأثر الإيجابي من خلال تقديم الخدمات الجيدة للمواطنين.