أكد خوسيه بونو، وزير الدفاع الإسباني الأسبق، أن تطور المغرب نحو ملكية حديثة أصبح أمرًا لا رجعة فيه، مشيرًا إلى أن المملكة اليوم ليست كما كانت قبل 25 أو 30 عاما. وأضاف بونو أن هذا التطور الإيجابي يعزز الدعم الدولي والثقة في مقترح المغرب للحكم الذاتي.

وشدد الرئيس السابق لمجلس النواب الإسباني خلال مشاركته في أشغال النسخة الثالثة لندوة الحوار والسلام في الصحراء المغربية التي أقيمت نهاية الشهر الماضي بلاس بالماس أنه يجب على العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة أن تأخذ هذه الحقائق بعين الاعتبار، مؤكدا على ضرورة إدراج المقترح المغربي وخارطة طريق “حركة الصحراويون من أجل السلام” في المفاوضات المقبلة وفي المائدة المستديرة الأممية المرتقبة.
وأشار بونو إلى أهمية مشاركة شخصيات من مجلس الأعيان وشيوخ القبائل كممثلين في هذه المفاوضات، نظرًا لتأثيرهم الكبير في المجتمع الصحراوي وأهميتهم في مرحلة ما بعد الحل. في سياق متصل، لفت بونو إلى التغير الكبير في مواقف إسبانيا وأوروبا تجاه قضية الصحراء، في ظل التوترات الدولية الحالية. ورغم الانتقادات والضغوط التي تعرضت لها الحكومة الإسبانية من بعض حلفائها واليمين السياسي، أشار بونو إلى أن الموقف الإسباني أصبح مرجعًا للعديد من الدول في الاتحاد الأوروبي، حيث يعكس دعمًا متزايدًا لخطة الحكم الذاتي المغربية من قبل دول وشخصيات سياسية إسبانية ودولية.
وأكد بونو أن من غير المعقول أن تظل قضية الصحراء مشكلة منسية من قبل المجتمع الدولي، في ظل استمرار معاناة العديد من الصحراويين في مخيمات اللاجئين في تندوف منذ خمسين عامًا. وأوضح أن الصحراويين بحاجة إلى حلول عملية لا مجرد قرارات، داعيًا إلى تبني نهج جديد ومبادرات قائمة على المنطق السليم للخروج من الجمود وتحقيق حل دائم.
وفي حديثه عن مواقفه الشخصية، ذكر بونو أنه كان في الماضي من أكبر المتعاطفين مع جبهة البوليساريو، وشارك في جهود للدفاع عن ممثليها أمام المحاكم الإسبانية. ولكن مع مرور الوقت، ونظراً لاستحالة تنفيذ المشاريع التي استُمدت من القرن العشرين وأصبحت بالية، تراجع عن مواقفه السابقة، مشيرًا إلى أن استراتيجيات البوليساريو أصبحت قديمة وسلطوية، ولم تحقق التحرير بقدر ما كرّست نظامًا متراخيًا يفتقر إلى القيادة الاستراتيجية، من خلال نظام شيخوخي يعادي الديمقراطية والحرية والتعددية الحزبية.
كما أشار بونو إلى أن الجزائر، باعتبارها الحليف الرئيسي للبوليساريو، تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا النزاع، فهي ترفض مرارا وتكرارا التدخل لتعديل مواقف البوليساريو المتشددة، بحجة النأي بنفسها عن النزاع، لكنها تتصرف كفاعل سياسي رئيسي كلما حدث تطور مهم في القضية، كما حدث عندما عدّلت إسبانيا وفرنسا مواقفهما بشأن الصحراء.
وختم بونو مداخلته بالتأكيد على أن حركة “الصحراويون من أجل السلام” قد ترسخت كـ “خيار ثالث” تقدمي ومحايد، قادر على الوساطة وتعزيز الحل السلمي. ودعا الأمم المتحدة، وخاصة المبعوث الخاص للصحراء ستافان دي ميستورا، إلى إدراج الحركة كمحاور رسمي في المستقبل القريب، نظرًا لتمثيلها لقطاعات واسعة من المجتمع الصحراوي.