الشاعرة زهرة الطاهري
فجأه يختفي العالم
فجأة لا عشب أصفر
لا شجرة خضراء
لم نجد وقتا لنحكي
أو لنشعر بشئ
ماتت أمٌ دون أن تعرف أن أبنائها
وجيرانها وأخوالها وأعمامها أيضا ماتوا
لقيت البيوت حتفها
اتحدت صورة الغياب
فجأه يختفي الأب والطعام
والطريق والكلام
لم نجد وقتا لنقول ماذا حدث
أو لنُسأل في الإعلام
أو لنَسألَ هذا الحطام
توقفتْ الساعة في الحادية عشر
مُحيت الوجوه بالتراب
لماذا نسميها حياة
لماذا نسميهم بيوت
لماذا نسميه وجود
وهم يختفون فجأة
لا يبقى منهم أشباح
لا يبقى منهم قطط ولا سراب
لماذا نسميه وجود
وهم يختفون مع ترك الجراح
وهم يختفون كالغرباء
من أين أمرُ إلى شبه حياة
إلى وردة سوداء
كل شئ يغمره الغبار أو الماء
جثثٌ ملقاة
بِعدد الحجر الملقى والظلام
بِعدد العيون
التي لم تتوقف عن البكاء
تَحطُ الفواجعُ الكبار
في حضن الأطفال الصغار
درنة تحت البحر
وقرى الحوز تحت الجبال
التي تقترب من السماء
السماء لم تقل شيئا
السماء وحدها بقيت سماء
فهل رأيتم السحبَ تبكي الدماء
أم الجرحى ينزفون
هل رأيتم الشمس بيضاء
أم فقط صعدت الأرواح والحمام
هل رأيتم فقراء يعطون أكثر مما يملكون
هل رأيتم شعبا أكبر
من وجعه ووضعه ومعطاء
هل رأيتم الحزن يعتذر
عن قدرته في الصبر!!
هل رأيتم طفلا يتحمل كل هذه الأشلاء
من أين أمر إلى الورق والحبر
والطين يكتب هنا مع الحجر
الموت يزفُ الموت
في كثرة الزحام
و الليل يدفنُ الصبح والأهل
ويَحُل الركام
فتلتقي الأرحام
شيخ الجنوب مع الشرق
وطفل من الحوز
يجتمعان مع امرأة الوسط
مع شاب الشمال
في نفس الخيام