أفاد نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار، أمبرواز فايول، بأن المغرب، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يتميز بدور المحرك الاقتصادي للقارة الإفريقية.
وقال السيد فايول، في مقابلة خص بها وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش منتدى الاستثمار الإفريقي المنعقد بالرباط، إن ” المغرب يمثل جسرا حقيقيا يربط بين أوروبا وإفريقيا، والتزامُه بتنمية القارة الإفريقية أمر ملحوظ”.
وفي هذا الصدد، أشار إلى أن المملكة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، تضطلع بدور جوهري في تعزيز الاندماج الاقتصادي الإقليمي، من خلال دعم مبادرات استراتيجية مثل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وترويج الحلول المستدامة خاصة في مجال الطاقات المتجددة، إذ يعد المغرب نموذجا للعديد من الدول الإفريقية، ودعم التعاون جنوب – جنوب بمشاريع هيكلية تعزز النمو الشامل والتشغيل.
وأكد السيد فايول أن البنك الأوروبي للاستثمار يعرب عن فخره بمواكبة المغرب في هذا الزخم، خاصة من خلال تمويل مشاريع ذات تأثير إقليمي كبير، مثل تنمية البنيات التحتية للنقل أو الانتقال الأخضر.
وأضاف: “تدعم مشاريعنا جهود المغرب في الحياد الكربوني، والنقل المستدام، والتنوع البيولوجي، والتنمية الحضرية الشاملة”.
وأبرز أن البنك الأوروبي للاستثمار يَعتبرُ المغربَ شريكا استراتيجيا، بجاري قروض يبلغ حوالي 3 مليارات يورو، مجددا التأكيد على التزام البنك بدعم السلطات المغربية في عدد من المشاريع التي تتماشى مع أولويات المملكة.
وأبرز أنه على مستوى القارة، تمثل إفريقيا منذ ما يفوق 60 سنة منطقة ذات أولوية، حيث تُعد دول القارة أول مستفيد من استثمارات البنك خارج الاتحاد الأوروبي، إذ تم تخصيص أكثر من 21 مليار يورو خلال السنوات الخمس الأخيرة، منها حوالي 9 مليارات يورو موجهة للقطاع الخاص.
وأوضح قائلا “نحن نعمل في قطاعات رئيسية على غرار الطاقات المتجددة، ونذكر هنا بمشروع محطة نور ورزازات للطاقة الشمسية الذي يعد رمز القيادة العالمية في مجال الانتقال الطاقي، إلى جانب مشاريع البنيات التحتية المستدامة لربط المجتمعات وتعزيز الاندماج الإقليمي، والابتكار وريادة الأعمال لدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة والمواهب الشابة”.
ومن أجل ترسيخ ثقة المستثمرين وممولي المشاريع، اعتبر السيد فايول أنه من اللازم تسليط الضوء على النجاحات الإفريقية لاسيما محطة نور ورزازات الشمسية أو مزرعة الرياح في بحيرة توركانا، التي تُظهر قوة الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
كما أوصى بتحسين التصور بشأن المخاطر من خلال التعاون مع مؤسسات مثل البنك الأوروبي للاستثمار لبلورة حلول مبتكرة، مثل ضمانات القروض وبنود التكيف في حالة الأزمات المناخية أو الاقتصادية، والتركيز على مشاريع شاملة ومستدامة تجمع بين الأثر الاجتماعي والبيئي والمردودية.
وقال السيد فايول إن “إفريقيا تزخر بالفرص التي يجب اغتنامها، ومن خلال العمل المشترك ـ بين الحكومات وممولي المشاريع والقطاع الخاص ـ من شأننا تحويل هذه الفرص إلى نجاحات ملموسة ومستدامة”.
أما بخصوص تنظيم منتدى الاستثمار الإفريقي، اعتبر المسؤول أنها منصة استراتيجية للبنك الأوروبي للاستثمار.
وسجل أن ” مشاركتنا تروم تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية تتمثل في تسهيل تعبئة الرساميل الخاصة والعامة لتنفيذ مشاريع تحويلية في قطاعات مثل الطاقات النظيفة والبنيات التحتية المستدامة والابتكار، وكذا تعزيز التعاون مع شركائنا الأفارقة والدوليين، حيث نضع تجربتنا رهن الإشارة لمواجهة التحديات الاقتصادية والمناخية والاجتماعية للقارة، وتغيير التصور بشأن المخاطر في إفريقيا، من خلال إلقاء الضوء على قصص النجاح وإثبات إمكانية وجود استثمارات آمنة ومربحة”.
وخلص نائب رئيس البنك إلى أنه “بصفتنا شريكًا مؤسسًا للمنتدى، نُقدّر هذه المساحة الفريدة التي تمكن من ربط أصحاب المشاريع بالمستثمرين وتسريع تنفيذ المبادرات ذات التأثير الكبير”.