اختتمت بالدار البيضاء، أشغال المنتدى الدولي للصناعة السمكية في دورته الثالثة، بمجموعة من التوصيات الرامية إلى ضمان مستقبل مزدهر لصناعة الصيد البحري.
وجمع هذا المنتدى، الذي نظمته الجامعة الوطنية لصناعات تحويل وتثمين المنتجات السمكية بشراكة مع البرنامج السويسري لترويج الاستيراد (SIPPO) والهيئة العامة لمصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط، الفاعلين الرئيسيين في صناعة صيد الأسماك وممثلين حكوميين وباحثين من القطاع الخاص بالإضافة إلى شركات وشركاء دوليين.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت مديرة الجامعة الوطنية لصناعات تحويل وتثمين المنتجات السمكية، لمياء الزناكي، أهمية النقاشات التي جرت خلال الموائد المستديرة الخمسة، والتي مكنت من تسليط الضوء على ضرورة مواصلة الجهود للحفاظ على الموارد المائية، مع التركيز على الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ودعت السيدة الزناكي أيضا إلى الرفع من الاستثمارات في مجال الابتكار، من أجل جعل صناعة الصيد البحري محركا للتقدم، موضحة أن “هذه المقاربة تتطلب اعتماد نماذج اقتصادية جديدة تعزز أداء القطاع، لا سيما من خلال تحسين أنظمة التسويق وخلق توافق في جميع مراحل سلسلة القيمة”.
من جانبه، قدم محمد جيزي، مستشار بالجامعة الوطنية لصناعات تحويل وتثمين المنتجات السمكية، ثلاثة محاور أساسية لتطوير القطاع، ويتعلق الأمر في المقام الأول بأهمية الابتكار والبحث والتطوير، مشيرا إلى أن المغرب يتمتع بقاعدة صلبة في مجال الأبحاث يجب تعزيزها من خلال الاستثمار.
وفي ما يخص المحور الثاني، أشار السيد جيزي إلى أن تربية الأحياء البحرية تشكل ركيزة أساسية لمستقبل الصيد على المستوى العالمي، مبرزا الجهود التي تبذلها المملكة لتطوير هذا القطاع الجديد.
وحسب السيد جيزي، يهم المحور الثالث تحسين سلسلة القيمة بأكملها، من التجميع إلى تحويل المنتجات البحرية، بالإضافة إلى حكامة صناعة الصيد البحري، مضيفا أن “تحسين سلسلة القيمة بأكملها يتطلب تعاونا وثيقا بين المؤسسات والمهنيين، مع الانفتاح على التعاون الدولي”.
من جانبه، أكد الخبير والاستشاري الدولي في البرنامج السويسري لترويج الاستيراد، لحسن أبابوش، أن قطاع الصيد البحري وموارده تعد ثروات طبيعية ينبغي على الدولة أن تكفل حكامتها، معتبرا أن “التدبير الشفاف القائم على الأبحاث يعد ضروريا لمستقبل واعد في استغلال الموارد البحرية”.
وبالموازاة مع ذلك، أبرز السيد أبابوش الأهمية الكبيرة للحكامة الشفافة القائمة على الأبحاث في قطاع الصيد البحري، مسلطا الضوء على الدروس المستفادة من التجارب الوطنية والدولية من أجل استغلال مستدام للموارد البحرية.
يشار إلى أن هذا المنتدى عرف تنظيم خمسة موائد مستديرة بمشاركة خبراء وطنيين ودوليين مرموقين (المملكة العربية السعودية وإيطاليا وإسبانيا وتونس ومصر والكوت ديفوار والسنغال) في مجال صناعة معالجة وتثمين منتجات صيد الأسماك، بالإضافة إلى جلسة لتقديم جوائز تقديرية.
ويؤكد هذا الحدث التزام المغرب بصيد مستدام واقتصاد أزرق مزدهر. كما يسلط الضوء على التعاون والابتكار كعناصر أساسية لمواجهة تحديات القطاع وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.