اختتمت مساء اليوم السبت فعاليات الدورة الخامسة عشرة للمنتدى الدولي “ميدايز”، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمدينة طنجة بين 15 و18 نونبر.
وناقش المنتدى، الذي نظمه معهد أماديوس تحت شعار “أزمة مركبة، عالم متعدد”، خلال 50 جلسة نقاش، مواضيع وقضايا تتعلق بالرهانات المتعددة والمعقدة التي يواجهها عالم اليوم، بهدف استكشاف السبل التي من شأنها تقديم إجابات مبتكرة ومتعددة الأبعاد لمواجهة إشكاليات الوقت الراهن.
في كلمة خلال حفل الاختتام، أشاد رئيس اتحاد جزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، السيد غزالي عثماني، بصاحب الجلالة الملك محمد السادس لـ “استعداده الكبير لتمتين التعاون بين المملكة المغربية والدول الإفريقية الأخرى، من أجل إحراز مزيد من التقدم والنماء”.
كما نوه رئيس اتحاد جزر القمر بمنتدى ميدايز الذي “صار بالفعل، سنة بعد أخرى، منتدى حقيقيا للجنوب حيث يلتقي فيه أرباب القرار والخبراء لمناقشة الظرفية الحالية وآفاق بلدان الجنوب، وخاصة البلدان الإفريقية”.
من جهته، أشاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون والغامبيين بالخارج، مامادو تانغارا، بتجذر المغرب في إفريقيا، على اعتبار أن المملكة ركيزة للاندماج الإفريقي.
بهذا الخصوص، أبرز الوزير أنه بفضل الريادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، صارت المملكة المغربية تتبوأ موقع الصدارة في ورش التنمية بالقارة، كما كان لها الفضل في انتعاش التعاون جنوب-جنوب بالقارة.
وقال رئيس الدبلوماسية الغامبية إن منتدى ميدايز هو فضاء للقاء وتبادل الأفكار، منوها بأنها “لحظة تواصل حيث نستكشف سبل تحقيق التنمية بالقارة الإفريقية ونحلل القضايا الحاسمة لمستقبل القارة”.
من جانبه، اعتبر وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس سكوري، أن الأشغال رفيعة المستوى خلال منتدى ميدايز تبرز حاجة إفريقيا لوجود مراكز تفكير قوية لبحث المشاكل التي تعترض القارة، مشيدا باختيار شعار الدورة “أزمة مركبة، عالم متعدد” ، والذي يحيل على تنوع وتعدد التعقيدات والمخاطر، التي قد تتحول إلى أزمات إذا لم تعالجها الحكومات بإجراءات للتخفيف من حدتها.
بهذا الخصوص، أشار الوزير إلى أن المملكة المغربية، بفضل الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حققت منجزات كثيرة في مختلف القطاعات مكنت من التقليل من المخاطر أو من تجاوزها، مشيرا في هذا الصدد إلى توسيع نطاق برامج الحماية الاجتماعية لتشمل حوالي 22 مليون مواطن، وقرب إطلاق برنامج الدعم المباشر للفئات الهشة وتقديم المساعدة المباشرة لاقتناء السكن الأول.
في السياق ذاته، أكد السيد سكوري على أن الرؤية الملكية تضع المواطن في صلب الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية من أجل تعزيز ثقته في الآليات الديموقراطية، معتبرا أنه “لا يمكن الصمود في مواجهة الأزمات إذا لم ينعم المجتمع بالرخاء”.
واعتبر أن المغرب يطمح، مع شركائه الأفارقة، لخلق شراكات وقواعد عادلة ومنصفة تضع شعوب القارة في قلب الأولويات.
أما بالنسبة لإبراهيم الفاسي الفهري، رئيس معهد أماديوس المنظم للمنتدى، فقد نوه بنجاح هذه الدورة التي جمعت أكثر من 250 متحدثا رفيع المستوى قدموا، خلال 50 جلسة، تحليلاتهم وألقوا الضوء على المواضيع المناقشة أمام 6000 مشارك من أكثر من 100 دولة، مشيرا إلى أن “شعار هذه الدورة يكفي للإجابة على ضرورة الالتقاء مجددا بطنجة، لمواصلة النقاش، رغم الاختلاف، حول وضع عالم مضطرب بسبب تعدد الأزمات”.
وتابع “اليوم، يمكننا القيام بهذا النوع من اللقاءات في المغرب، بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تتيح لنا، في هذا البلد الموحد والمنفتح والمتضامن، مناقشة كل هذه القضايا، في إطار أخوي، على الرغم من اختلافاتنا”.
وأضاف أنه “من المفيد أكثر من أي وقت مضى التوفر على منصة مثل منتدى ميدايز، واليوم يمكننا أن نؤكد بكل فخر أنه في المغرب، البلد ذي الخصوصية بفضل الرؤية المستنيرة لجلالة الملك، وهذه القوة الناعمة المغربية التي تشكل ثروتنا، يمكننا أن نجمع هذه التنوعات والاختلافات لكي نجد نقطة التقاء حول ضرورة الدخول في حوار بناء”.
وشدد السيد الفاسي الفهري على ضرورة الالتفاف حول بعض المبادئ، وهي الحاجة إلى الحوار لبناء إفريقيا أكثر استقلالا وسيادة، والفهم والانصات والمضي قدما.
كما أكد أن عدد الموقعين على “نداء طنجة” من أجل طرد “الجمهورية الوهمية” من الاتحاد الإفريقي، والذي تم إطلاقه خلال الدورة السابقة من المنتدى، يبلغ حاليا 24، معربا عن اعتزازه بكون “هذه الدينامية تتعزز سنة بعد سنة لتحقيق هذا الهدف الذي انبثق من روح التشاور الإفريقي، حتى تتمكن عائلتنا المؤسسية من استعادة مصداقيتها بشأن مسألة الصحراء المغربية”.
وسعى هذا المنتدى، وهي التظاهرة الدولية غير الحكومية المنظمة بالمغرب، والمفتوحة أمام عامة الجمهور وخاصة الشباب منه، الى تسليط الضوء مرة أخرى في عام 2023، من خلال المواضيع المتعددة الأبعاد التي تناولها، على الحاجة إلى تعزيز سيادة واستقلالية وريادة دول الجنوب والقارة الإفريقية على وجه الخصوص.