افتتحت اليوم الجمعة بالرباط، أشغال النسخة الثالثة للمنتدى السنوي “المغرب الدبلوماسي-الصحراء”، حول موضوع “الواجهة الأطلسية 2030: رؤية ملكية من أجل عصر للتواصل والازدهار العابر للقارات”، بحضور شخصيات مغربية وأجنبية بارزة من مختلف الآفاق.
ويهدف هذا المنتدى الذي تنظمه، على مدى يومين، المجموعة الإعلامية “ماروك ديبلوماتيك” (Maroc Diplomatique)، إلى أن يكون ملتقى للتبادل والتفكير بين شخصيات بارزة من عوالم الدبلوماسية والاقتصاد والثقافة.
وفي كلمة بالمناسبة، أشاد مدير نشر “Maroc Diplomatique” وأحد مؤسسهيا ، حسن العلوي، بانعقاد هذا الملتقى الذي يندرج تنظيمه ضمن الجهود المبذولة من أجل تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة، مشيرا إلى أن الموضوع الذي تم اختياره لهذه الدورة يسلط الضوء على الموقع الجيوسياسي الاستراتيجي للمغرب، بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
وفي هذا السياق، أبرز السيد العلوي أن المغرب مؤهل للانفتاح أكثر عبر الواجهة البحرية، مستشهدا بالتاريخ البحري للمملكة، الذي تميز برحلات جريئة إلى الأمريكتين منذ عام 1737.
وشدد السيد العلوي على أن “المغرب لم يُدر ظهره أبدا للبحر، وتاريخنا وتطورنا شاهدان على ذلك”، مشيرا إلى أن إعادة تأهيل مقبرة بحرية في الرأس الأخضر بمبادرة من جلالة الملك بعد توليه العرش سنة 1999، تشكل دليلا آخر على تشبث المملكة بتراثها البحري.
وأضاف أن منتدى “المغرب الدبلوماسي-الصحراء” يندرج في إطار الرؤية السيادية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تشمل الجوانب الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية، موضحا أنه يتعين على إفريقيا التحكم في تدبير واجهتها الأطلسية، وذلك في ضوء التحديات الراهنة، لاسيما في ما يتعلق بالأمن البحري.
من جانبها، أكدت سعاد المكاوي المديرة العامة لـ”Maroc Diplomatique”، وأحد مؤسسيها ، أنه في هذه الظرفية التي تشهد تحولات كبرى وتحديات عالمية، فإن الرؤية الملكية للواجهة الأطلسية ذات حمولة تتجاوز ما هو وطني محلي لتعانق طموحا قاريا إفريقيا، من خلال إرساء استراتيجيات مبتكرة بهدف تحقيق ازدهار مشترك وربط ممتد.
وأضافت أن هذه المبادرة، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة تخليد الذكرى 48 للمسيرة الخضراء، دشنت عهدا جديدا من التعاون الإفريقي، ورسمت ملامح مستقبل طموح من أجل “إفريقيا أطلسية” موحدة ومزدهرة .
وتابعت أن هذه الرؤية، التي تعد حافزا حقيقيا للتغيير في المشهد الجيوستراتيجي للقارة، لا تعتبر مبدأ موجها بالنسبة لإفريقيا فحسب، بل هي أيضا بمثابة التزام بتنمية مندمجة ومدمجة تقوم على الجرأة والابتكار.
وحسب السيدة المكاوي، فإن المبادرة الملكية المغربية تدشن أيضا فصلا جديدا في التنمية الإفريقية من خلال إطلاق استراتيجية طموحة تدمج بين الاندماج الاقتصادي والتعاون الإقليمي والأمن، مشيرة إلى أن هذا المشروع يهدف من خلال تمكين بلدان الساحل من ولوج تفضيلي إلى البنيات التحتية المغربية، إلى إحداث ثورة على مستوى اقتصاد هذه البلدان من خلال رفع الحواجز الجغرافية، وتسهيل اندماجها في الاقتصاد العالمي.
وأشارت إلى أن المغرب، ومن خلال سياسة طلائعية، يحول واجهته الأطلسية إلى بوابة نحو تحقيق تكامل إفريقي أكثر أعمق، ويجعلها أيضا عتبة لحوار خصب بين القارات، مضيفة أن رؤية الواجهة الأطلسية 2030 تتجاوز ما هو مفاهيمي لتنغمس في ما هو استراتيجي، عبر تعزيز الابتكار والتنمية المستدامة والإدماج الاقتصادي.
ويهدف منتدى “المغرب الدبلوماسي-الصحراء”، على الخصوص، إلى تسليط الضوء على إمكانات الساحل الأطلسي وتحفيز دينامية متعددة القطاعات واستكشاف التحديات والفرص التي تتيحها الواجهة الأطلسية، وهو الموضوع الذي يوجد في صلب استراتيجية التنمية بالمملكة وإفريقيا.
ويتضمن برنامج هذا المنتدى مائدة مستديرة وزارية، وأخرى دبلوماسية، وجلسة حول موضوع “الواجهة الأطلسية 2030: ارهاصات تحول استراتيجي”، وأخرى بعنوان “الواجهة الأطلسية 2030: ركيزة للأمن والتعاون والتنمية من أجل مستقبل مشترك في إفريقيا”، إلى جانب جلسة ثالثة حول موضوع “الرؤية الأطلسية: المغرب في قلب النهضة الإفريقية: النمو والسلام والازدهار المشترك”.
ويعد المنتدى السنوي “المغرب الدبلوماسي-الصحراء”، حسب منظميه، رؤية للمستقبل ترمز إلى مغرب حديث ومدمج ومزهر، حيث يتقاطع الاقتصاد بالثقافة للمضي قدما نحو مستقبل واعد.