بقلم : ذ. حسام الكلاعي
في الصورة الأولى ضباط الباخرة الحربية غييدون يصلون لميناء العرائش قادمين من الجزائر.
في الصورة الثانية ضباط الباخرة الحربية غييدون في طريق عودتهم للميناء بعد زيارتهم لمنزل الباشا و سفارة فرنسا و إسبانيا بالعرائش.
في عام 1907، وصلت الباخرة الحربية الفرنسية غييدون لميناء العرائش، ولم يكن أحد من السكان يعرفون سبب قدومها فقط أعيان المدينة كانو على علم بمهمتها الدموية . بعد لحظات، نزل ضباط الطراد غييدون من باخرتهم، ورست السفينة في الميناء. لم يكن هدفهم الاستمتاع بالطقس المشمس، بل المشاركة في الهجوم البحري الفرنسي على مدينة الدار البيضاء، التي اندلعت فيها ثورةٌ ضد الاحتلال الفرنسي.
وفي الأيام التالية، استخدمت فرنسا أسلحة المدفعية من البوارج لتدمير المدينة، وقتل الآلاف من الناس. وجاء هذا القصف بعد تمرد الدار البيضاء، حيث سيطرت القبائل المغربية على المدينة واحتلتها، وذلك بسبب تواجد الفرنسيين في دار الجمارك وبناء خط سكة حديد فوق مقبرة و ضريح ولي صالح.
كان هذا الهجوم البحري على الدار البيضاء حدثًا نذيرًا و دمويا في تاريخ المغرب، حيث كان بداية الغزو الفرنسي للمملكة من الغرب. وبعد أيامٍ من الهجوم، وصلت قوات إضافية من الفرنسيين على متن السفن، واستخدموا قوتهم للسيطرة على المدينة بالكامل.
وتأثرت أحياء عديدة في المدينة، بما في ذلك حي التناكر الشعبي، بشكلٍ خاص. ولم تنجُ المساجد أيضًا، حيث دمرت القذائف الكثير منها، بما في ذلك المسجد الكبير وحرم سيدي القيرواني. واستمر القصف ليلاً ونهارًا، حتى استعادت القوات الفرنسية السيطرة على المدينة.