بقلم: الدكتور عبد الله بوصوف
لا يجب اعتبار احتفالات ذكرى تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني يوم 16 ماي من كل سنة ، شأنا خاصا أو احتفالات فئوية خاصة باسرة الشرطة فقط ، بل إن شريحة كبيرة من المجتمع تعتبر نفسها معنية بهذا الاحتفال مادام أن ذات الجهاز يسهر على أمنها و حماية أموالها و ممتلكاتها..
وما كان لهذا الاحساس بالانتماء العاطفي لهذا الجهاز يكتمل لولا السياسية الملكية الحكيمة في مجال الأمن و مفهوم جلالته للسلطة الجديد و المتجدد منذ خطاب سنة 1999 بالدارالبيضاء…و ما تلى ذلك من تغييرات على مستوى التنظيم و التكوين و التأطير على ثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية ، و أيضا الزيارة التاريخية لجلالة الملك في ابريل من سنة 2018 لمقر جهاز الديستي وهي الزيارة التي غيرت الكثير من الاحكام الجاهزة و أسكنت أسرة الجهاز بقلوب المغاربة..
لكن وفي إطار ‘ ما لقيصر لقيصر…” فان الإشادة بكاريزما السيد الحموشي المدير للعام للأمن الوطني و الديستي..لم تعد مجالا للمجاملة أو مساحة الدعاية المجانية..و لا حتى مجالا حصريا على فئة دون اخرى ..لأن لغة الأرقام و الحصيلة تتحدث عن الإنجازات والنجاح…تنفيذا لتعليمات جلالة الملك محمد السادس..
اليوم عندما نرد على سموم ignacio cembrero أو غيرهم من الكلاب الضالة المحسوبة على المغرب…و التي تتخد من شخص السيد الحموشي مادة لخبزها اليومي بالاساءة و التقليل…بل و بالتهديد و تشويه الصورة…فإن منطلقنا في ذلك هو ان السيد الحموشى إحدى اشراقات المغرب و أحد رجالاته الأوفياء ، لذلك فعندما تهاجمه ابواق الأعداء بالخارج..فإنه من واجبنا الرد و بقوة و ليس التحجج بالخوف من شعارات ” الإدعان و التملق و الاصطفاف….” وغيرها من مصطلحات التيئييس و التفرقة….لاننا جسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى…..مع العلم أن السيد الحموشي و كما يقول المثال المغربي هو ” فران وقاد بحومة…” لكن واجب تمغرابيت يدفعنا دفعا للرد على ignacio و اتباعه من كتبة شركة سونطراك…
لقد اثارتني بعض الشعارات التي رفعها الشباب أثناء وقوفهم في طوابير طويلة من أجل توقيع الكاتب السعودي ” أسامة المسلم ” الذي بصم على حضور لافت و غير مسبوق في نسخة معرض الكتاب لسنة 2024..كما اطلعت بالمناسبة على العديد من القراءات من زوايا مختلفة لهذا الحدث الثقافي و علاقته بالقراءة و الشباب و غير ذلك…
لكن ما اثارني فعلا وهو رفع شعارات / عنوان الكتاب ” الخوف “… فهل هو جنس روائي محبب للشباب…؟ أم هو جيل جديد من الكتب من مشتقات “عذاب القبر و نعيمه ” و ” أهوال القبور ‘ و جهنم و الثعبان…و غيرها من الكتب القادمة من الشرق…!!
لن نًحسن عملا بمرورنا دون تأمل مصطلح ‘الخوف ” الذي أصبح يصطف من أجله بعض الشباب في طوابير وتحت الشمس الحارقة…
لان الخوف هو حالة نفسية خطيرة قد تدفع بصاحبها إلى الدخول في حالة من اليأس و الأرق …كما ان الاحساس بالخوف من الخطر أو من الجريمة أو تكون ضحية…يجعل من الأمن ضرورة اجتماعية و نفسية قبل أن يكون وسيلة لحفظ النظام العام…
وهنا نستحضر توجيهات الحموشي لكل رجاله بمناسبة احتفالات 16 ماي بضرورة الرفع من الشعور بالأمن، و الرفع من منسوب الثقة في المؤسسات المعهود إليها حماية و وقاية أمن المجتمع و الدولة في الداخل و الخارج…ضد كل محاولات نشر وتسويق الاحساس بالخوف داخل المجتمع بتوظيف وسائل اعلام كلاسيكية و صفحات التواصل الاجتماعي…لذلك عندما تنشر مديرية الحموشي اخبار تفكيك عصابات اجرامية أو مجموعات جهادية إرهابية…فإن هذا لا يدخل في باب استعراض العظلات كما تحاول بعض الجهات المعادية وصف الأمر…بل يدخل في باب تقوية عنصر الثقة و الاحساس بالأمن لدى المواطن العادي من جهة…و في باب صناعة الأمن في إطار مقاربة تشاركية و مواطنة من جهة ثانية…