برحاب جامعة محمد السادس للعلوم والصحة بالدار البيضاء، تنعقد فعاليات النسخة الثانية من المنتدى الدولي للصحة الرقمية، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويتوخى هذا الحدث، الذي تنظمه مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة ومركز الابتكار في مجال الصحة الإلكترونية بجامعة محمد الخامس بالرباط، بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، على مدى يومين، إلى التعرف على التقنيات المتطورة في مجال الصحة الرقمية، وتسهيل التواصل وتبادل الرؤى بين المهنيين في القطاع الصحي والمبتكرين والفاعلين في مجال التكنولوجيا والمستثمرين، وإثراء النقاش حول مستقبل الصحة الرقمية.
ويتوقع أن يعرف المنتدى، المنعقد تحت شعار ” عصر الصحة الرقمية: نحو جودة الرعاية الصحية للجميع”، تنظيم أزيد من 50 مائدة مستديرة وورشات عمل علمية تتيح للمشاركين فرصة استكشاف ومقاربة مواضيع ذات أهمية بالغة مثل الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، والتطبيب عن بعد، والأمن السيبراني، وحماية البيانات الصحية، مع تعزيز تبادل الأفكار والتعاون حول مشاريع ملموسة تهدف إلى تحسين الرعاية الصحية في المغرب.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية أمين التهراوي، أن منتدى الصحة الرقمية يجمع الخبراء وصناع القرار والمبتكرين من جميع أنحاء العالم لتبادل الأفكار والخبرات من أجل المساهمة في تطوير الصحة الرقمية بالمغرب، مبرزا التحول العميق الذي تشهده منظومة الصحة في المملكة بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأضاف أن هذا التحول أضحى ضرورة تتيح، على وجه الخصوص، تحسين الولوج إلى الرعاية الصحية وتحسين الموارد وضمان واستخدام التكنولوجيات الجديدة من أجل تلبية مختلف التحديات، مشيرا إلى أن الرقمنة تعد رافعة أساسية للقطاع والتي يتوجب تكييفها مع التطورات ودمج الذكاء الاصطناعي، وتعزيز البنيات التحتية التكنولوجية لفائدة التدبير الآمني والسيادي.
من جهتها، أكدت السيدة أمل الفلاح السغروشني، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة، المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، في تصريح للصحافة، إرادة الوزارة في دعم رقمنة قطاع الصحة تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، مشيرة إلى أن الرقمنة تعد محركا للنمو في جميع القطاعات، بما في ذلك المجال الصحي .
وأكدت على أهمية هذا المنتدى الذي يشكل فضاء للمشاركين من أجل تبادل خبراتهم حول الابتكارات في مجال الصحة الرقمية، مبرزة ضرورة تكييف الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية بالبعد الأخلاقي والتنموي.
من جانبه، قال الرئيس المدير العام لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة لحسن بليماني، في كلمة تليت نيابة عنه، أن تنظيم هذا المنتدى يندرج في إطار رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس الهادفة إلى ضمان نظام صحي حديث ومتاح للجميع، مضيفا أن هذه المبادرة تنبثق من الالتزام القوي بتنمية هذا القطاع، لا سيما من خلال توسيع المجال التكنولوجي في الممارسة الصحية من أجل تحسين، بالأساس، جودة الولوج إلى العلاجات الأساسية.
وتابع أن هذا الحدث يهدف إلى أن يشكل منصة مناسبة للتبادل الغني تقدم حلولا مبتكرة لتحديات قطاع الصحة، مشيرا إلى التطورات الحديثة والمواضيع الرئيسية التي ستطرح للنقاش خلال هذا الحدث، من قبيل تعميم التغطية الاجتماعية والتطبيب عن بعد وإدماج الذكاء الاصطناعي.
وتزامنا مع افتتاح هذه الدورة من المنتدى، تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات التي تروم تعزيز البحث العلمي في مجال رقمنة القطاع الصحي، خاصة إنشاء أكاديمية ومختبر أبحاث في مجال الصحة الرقمية.
ويقارب المشاركون في هذا المنتدى مواضيع رقمنة المسار العلاجي للمرضى والذكاء الاصطناعي في التشخيص والطب الرياضي الرقمي ودور التقنيات الحديثة في التدريب الطبي والتعليم، مع تسليط الضوء على سبل توسيع إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية الرقمية.