
بقلم: ذ. فؤاد السعدي
في تدوينة نارية على صفحته بموقع “فيسبوك”، وجه الصحفي فؤاد السعدي انتقادات لاذعة للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، معتبراً إياها “متسولاً رسمياً باسم الصحافة”، وفاقدة للمشروعية والقدرة على تمثيل الجسم الإعلامي في المغرب.
السعدي، المعروف بمواقفه الجريئة، لم يتردد في وصف البلاغات الأخيرة للفيدرالية بأنها “مزيج من التوسل المهني والاحتجاج اليائس”، قائلاً إن الفيدرالية باتت تُصدر خطابات مكررة تفوح منها رائحة البحث عن اعتراف سياسي أكثر من بحثها عن ريادة مهنية أو دفاع حقيقي عن حرية الصحافة.
وفي تعليق ساخر على تكرار الحديث عن الإقصاء والتهميش، قال السعدي إن الفيدرالية تلوّح بشرعية انتخابية تعود لسنة 2018، دون أن تبذل أي جهد لتجديد تمثيليتها أو إثبات حضورها الميداني في ساحة إعلامية تعرف تحولات عميقة.
كما اتهمها بتقديم مطالب فضفاضة للوزارة الوصية دون برنامج واضح أو خطة نضالية، واصفًا ذلك بـ”التوسل الناعم المغلف بشعارات كبرى”، مؤكداً أن الهدف الحقيقي للفيدرالية لا يبدو أنه يرتبط بإصلاح القطاع، بل فقط “انتزاع موطئ قدم في دوائر القرار”.
وانتقد السعدي صمت الفيدرالية تجاه قضايا حارقة يعرفها القطاع، وعلى رأسها فوضى سوق الإشهار، وتردي أخلاقيات المهنة، وهيمنة مؤسسات إعلامية متنفذة تكرّس الرداءة وتحتكر الموارد، في وقت تغيب فيه أي رؤية إصلاحية أو مبادرة جريئة من طرف الفيدرالية.
وفي ختام تدوينته، شدد السعدي على أن من أراد تمثيل الجسم الصحفي بحق، فعليه أن يبدأ بتمثيل همومه ومشاكله، لا التموقع تحت مظلة “الحوار” بحثًا عن شرعية وزارية زائفة، مضيفاً أن “البلاغات لا تصنع نضالاً، والكلام المكرور لا يصنع تغييراً”.
تدوينة فؤاد السعدي تعكس تنامي الغضب وسط عدد من الفاعلين الإعلاميين إزاء ما يعتبرونه فشلاً ذريعاً للفيدرالية في مواكبة التحديات الحقيقية للمهنة، وتطرح من جديد سؤال التمثيلية والشرعية داخل المشهد الإعلامي المغربي.