بقلم : ذ. محمد أبوغيور
هذه الغضبة،،آتية لا ريب فيها،فوق غيم الشتاء القادم،،!،هذا ما قدرته بعض القراءات الفنجانية( نسبة إلى الفنجان) وقد تتأخر لأسباب علمها عند الله،ونحن نخمن تأجيل غضبة غشت بسبب تأخر التساقطات المطرية والله أعلم!
دعنا من غشت وغضبته …؛لنشكر الله الخلاق عز وجل عن عظيم ما أفاض من نعم وعطاء وثراء في الموارد البحرية والفلاحية على مدينة العرائش وسوارها الإقليمي ،منذ أن كانت المدينة بأيدي الإسبان يديرون شؤونها إذ شيدوا فيها ما يزيد عن عشرات من مصانع تصبير السمك ،والطماطم وشركة اللوكوس بكل ما اوتيت من قوة إنتاجيتها التصديرية والتجارية،
وما أظن أن مدينة وإقليما ،تعرضا لتهميش حقيقي بعد الإستقلال ،وللسرقة والنهب لثرواتها السمكية وخيراتها الفلاحية،كما تعرضت مدينة العرائش وإقليمها،وما زالوا يحاولون حتى مع تاريخها ومعالمها،صبرت على عاديات الدهر والبشر.
وتكاثرت عليها سكاكين الغدر والخيانة والبيع والشراء في الذمم،وبهذا المستوى من النصب الإنتخابي على الناس السذج والطيبين وخيانة آمالهم وتطلعاتهم،مشوا خطى،كتبت عليهم،كما كتبت على آبائهم ،في سباق طريق لا ينتهي في الإستغلال والإبتزاز .
منذ سنوات طويلة والعرائش وسوار الإقليم الذي يحيط بها كالمعصم ،تتعرض لعمليات نهب بالتناوب وعلى مدى سنوات،وتتعرض لطمس تاريخ ومعالم،،ومرت عليها جائحة الإنقضاض على الأراضي الشاسعة في أوسع عملية الإستحواذ على القطع الأرضية باسم محاربة دور الصفيح،عن طريق مقربين من السلطات الإقليمية،وسماسرة معروفين،وفئات أخرى من الطفيليات ضالة،لا خلاق لها ولا أصل،فكانت النتيجة أن شاهدنا من لم يكن يملك أي شيئ أصبح في طوفان الفساد العميم يملك عقارات وأراضي كانت مخصصة في أصلها لبرامج محاربة الصفيح. أصبحت بقانون افتراس القرش،في أيدي سماسرة وأشخاص ترقت بهم الفرص السانحة وشخصيات محلية،،انتفعت كثيرا،من هذه الإرتكابات،،هناك فقط مشاعر عدم الثقة في كل شيئ،واعتبار أن هناك فاعلين في الفساد العظيم يمثلون نماذج سيئة للعدوان الصارخ على أمانة التاريخ وقدسية الوثائق ومصداقية الأدوار،،هذا هو التحدي الذي يفرضه واقع انتخابات ما بعد ( ١١ شتمبر المشؤومة )؟!وكانت المدينة قد تحولت في فترة طويلة إلى إقطاعية خاصة بالأحرار الأشرار،وإخضاع مواردها لمساومات وصفقات وابتزاز،خدمة للمصالح الخاصة،،والمشاهد نفسها بأسماء أخرى تتكرر من دون توقف ولاتغيير،سأستعير هنا،توصيفا دقيقا قرأته لباحث عراقي هو د،باسل حسين عن طبيعة بعض الفساد،فهو يصفه بأنه فساد وقح لا يستحي! وقد نزيد عليه في حالة ما يجري في مجلس المدينة ومراكز اتخاذ القرار في عمالة الإقليم،وانا أعني بذلك فترات سابقة بالطبع،نزيد عليه،بأنه فساد جريئ،شجاع لا يخاف،مقدام ومغامر،ومطمئن لأقصى الدرجات،وهو فساد بنيوي ،يتواطأ عليه الجميع،بشبه إجماع العقارب وأسماك القرش!،،ويضرب أطنابه في بنية الإدارة وتجمعات المنتخبين والمؤسسات المختلفة والطبقة السياسية والنخبة المحلية التي تمارس سياسة القرب الإنتهازي.
إن أفق العرائش والإقليم صاغه لصوص مبدعون تحت حماية السلطات المحلية والإقليمية وحتى الجهوية،عند انبثاق كل موجة نضال سياسي واستحقاق انتخابي ويركبها مهرجون وأصحاب العقار ومقاولون معروفون،،،!
يجب أن نفهم بأن العلة الفعلية للكوارث التي حلت بمدينة العرائش تكمن في تشتت المجتمع العرائشي ،الفسيفسائي الذي يختلف في التفاهات ولا يتفق على شيئ يجمع بين أطيافه،وتكمن العلة كذلك في شكل المنتمين للأحزاب والسلطات المحلية وممارسات المنتخبين الفعلية المعوقة للتنمية والإصلاح وخدمة الصالح العام،وهذه الحالة المتشابكة ،هي ما تعرف في الأدبيات والمعالجات ( باقتناص السلطة ) والتآخي معها،فعندها يصبح ( الكل )هو الفاسد بعدما أصبح اللصوص الفاسدون في حماية السلطة،،،ومفهوم الإقتناص،هو استخدام طرق ووسائل تعتمد على الفساد السياسي وتهميش المجتمع المدني الجاد وإقصاء القاعدة السكانية الواسعة وفي تركيب هذه المعادلة الخبيثة يسهل السيطرة على مواردوثروات المدينة والإقليم.! وللحديث بقية.