أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، اليوم الإثنين بالداخلة، أن العلاقات التي تجمع المغرب وغينيا متميزة ويطبعها التفاهم الجيد وتوافق الرؤى والمواقف.
وقال السيد بوريطة، خلال لقاء صحفي مشترك مع وزير الشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والغينيين المقيمين بالخارج، موريساندا كوياطي، في ختام أشغال الدورة السابعة للجنة المشتركة للتعاون المغرب-غينيا، إن “العلاقات بين البلدين متميزة وجيدة وقائمة على الصداقة الصادقة وعلى الشراكة الحقيقية التي تعززت أكثر في السنين الأخيرة”، مشددا على أن هذه العلاقات الثنائية “يطبعها التفاهم الجيد وتوافق المواقف بين قيادتي البلدين منذ زيارتي صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى كوناكري سنتي 2014 و2017 والتي تم خلالها إطلاق العديد من المشاريع التي تروم تحقيق التنمية في هذا البلد الإفريقي الشقيق”.
وأضاف الوزير أن غينيا تحتضن عددا كبيرا من المشاريع الملكية على مستوى القارة الإفريقية، بعدما تم إطلاق 11 مشروعا منذ 2017، مبرزا أن عقد الدورة السابعة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين بالداخلة والتي لم تنعقد منذ 11 سنة، يجدد التأكيد على أهمية هذه الآلية المؤسساتية للتعاون الثنائي وعلى تطور علاقات التعاون بين البلدين في السنوات الأخيرة.
وفي هذا الصدد، أعرب الوزير عن شكره لنظيره الغيني وللسلطات الغينية، وخاصة فخامة الرئيس العقيد مامادي دومبويا، على عقد هذه اللجنة في مدينة الداخلة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، معتبرا أن عقد هذا الاجتماع الهام بهذه الحاضرة يؤكد المواقف الثابتة والتاريخية لغينيا من الوحدة الترابية للمملكة المغربية والتي توجت بفتح قنصلية غينية في هذه المدينة الجميلة سنة 2020.
وعلى صعيد متصل، أشاد السيد بوريطة بقرار السلطات الغينية تعيين قنصل بدرجة سفير لشغل منصب القنصل العام لجمهورية غينيا بهذه المدينة والذي سيتم تنصيبه اليوم.
وأشار الوزير إلى أنه بانعقاد أشغال هذه اللجنة تكون مدينة الداخلة قد احتضنت أشغال أربع لجان مشتركة مع جزر القمر وسيراليون وبوركينافاسو واليوم مع غينيا، جرى التوقيع خلالها على 44 اتفاقية تعاون، وهو ما يعكس المكانة الدبلوماسية التي أصبحت تضطلع بها هذه الحاضرة، التي يؤكد جلالة الملك على أنها مدخل ومحور للتعاون بين المملكة المغربية وعمقها الإفريقي.
من جهة أخرى، أكد السيد بوريطة أن المغرب يتابع بارتياح تطور مسلسل الانتقال الديمقراطي في غينيا وإعادة تشكيل وإرساء مؤسسات الدولة بهذا البلد الإفريقي الشقيق.
وشدد على أن المغرب لديه ثقة كاملة في حكمة وعبقرية الشعب الغيني وقواه الحية، للمضي قدما بهذا المسلسل في الطريق الصحيح وتحقيق ما يصبو إليه الشعب الغيني، مؤكدا أن الإشارات القوية التي أعطتها القيادة الغينية في هذا الاتجاه، تشكل “مصدر تفاؤل ومصدر ثقة ومصدر دعم من المملكة المغربية”.
لذلك، وبتعليمات من جلالة الملك، يضيف
الوزير، “سيواكب المغرب مسلسل الانتقال الديمقراطي في غينيا، فهو بطبيعته لا يتدخل في الشؤون الداخلية لكن يده دائما ممدودة لمواكبة والاستجابة لكل ما تطلبه الدول الشقيقة وغينيا من الدول التي لدينا معها شراكة قوية وعريقة”.
وأبرز أن عقد الدورة السابعة للجنة المشتركة للتعاون والتوقيع على العديد من الاتفاقيات يجسد الإرادة الواضحة للمملكة المغربية بتوجيهات من جلالة الملك على استمرارية هذا التعاون وتعزيزه أكثر، مؤكدا أن الحوار السياسي بين البلدين “مستمر وتعاوننا الاقتصادي يتطور ويحتاج إلى دفعة أقوى وانخراط أكبر للقطاع الخاص في البلدين”.
وسجل أن التبادل الإنساني والقنصلي يسير، أيضا، في المسار الصحيح، بعد الاتفاق على تسهيل وصول الغينيين إلى التراب المغربي للاستفادة من الدراسة وخدمات التطبيب والسياحة، وفي المقابل التعامل بصرامة مع شبكات الهجرة غير الشرعية ومع الأشخاص الغينيين الذين يريدون استعمال التراب المغربي في إطار هذه الشبكات، للعبور إلى مناطق أخرى، أو لخلق البلبلة”.
وأبرز أنه في إطار وصول وسفر الغينيين إلى المغرب لكل من له رغبة في السياحة والدراسة والتطبيب أو التجارة، “قمنا بتسهيل الحصول على رخصة الوصول إلى المغرب ونفكر في إلغاء هذه الرخصة بالنسبة للأشخاص أكثر من 60 سنة الذين يودون الاستفادة من خدمات التطبيب أو القيام بزيارات عائلية، حيث ستشتغل فرق عمل تقنية مع نظيرتها الغينية في هذا الصدد حتى يبقى هذا العنصر البشري الإنساني مكونا أساسيا للصداقة المغربية الغينية وعنصرا أساسيا في علاقاتنا وشراكتنا المستقبلية”.