الصحافية فاطمةالزهراء اروهالن – بلجيكا
بحلول ذكرى 48 للمسيرة الخضراء المظفرة , التي تصادف 6نونبر من كل سنة , يخلد فيها الشعب المغربي اسمى مظاهر الفخر والاعتزاز , هذه الملحمة الساطعة في مسار الكفاح الوطني من اجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة .
ويشكل تخليد هذا الحذث النوعي , لحظة قوية لاستحضار الامجاد التي طبعت هذه المحطة التاريخية, والتي لم يسبق لها مثيل , حيث ظلت منقوشة بمداد من ذهب في الذاكرة الحية للمغرب , الذي يواصل مسيرته المباركة, نحو مدارج التقدم والرخاء , تحت القيادة السامية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
كما هو معروف تجسد المسيرة الخضراء , التي ابدعتها عبقرية المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه, وانطلقت فيه جماهير المتطوعين من كل شرائح المجتمع المغربي سنة 1975 صوب الاقاليم الجنوبية لتحريرها , من براتن الاستعمار الاسباني , مما خلق اروع صور التلاحم بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي من اجل استكمال الاستقلال الوطني , وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة .
وقد اظهر هذا الاسلوب الحضاري السلمي للعالم اجمع , صمود المغاربة وارادتهم الراسخة لاسترجاع حقهم المسلوب, وعزمهم على انهاء الوجود الاجنبي والاستيطان الاستعماري, حيث حققت المسيرة الخضراء المظفرة اهدافها , وحطمت الحدود الوهمية المصطنعة بين ابناء الوطن الواحد, مستندة الى كتاب الله والدفاع عن حمى الوطن والتمسك بالفضيلة وبقيم السلم والسلام في استيراد الحق المسلوب .
ذكرى المجد الخالدة تكللت بالفتح الغراء بنصر المغاربة الذين رفعوا راية الوطن خفاقة في سماء العيون بتاريخ 28فبراير1976 , إيذانا بانتهاء فترة الاحتلال والوجود الاجنبي بربوع الصحراء المغربية , ليليها استرجاع اقليم واد الذهب في 14 غشت 1979.
والواقع ان ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة السلمية تدعو وتستحث القوى الحية وسائر الاطياف السياسية والنقابية والحقوقية والشبابية والنسائية , على تقويةالجبهة الداخلية الوطنية , وتعزيز التوجهات والخيارات التنموية, التي تستجيب لتطلعات سائر فئات وشرائح المجتمع المغربي في تحقيق اسباب رغد العيش والتقدم الاقتصادي والرفاه الاجتماعي, في وطن ينعم ابناؤه بالعزة والكرامة والرخاء والاستقرار .
وكان من ثمار هذه الملحمة وهذه الدينامية التنموية التي جعلت من الاقاليم الجنوبية للمملكة المغربية الشريفة, ورشا مفتوحا للانجازات النهضوية , وبذلك باتت تستجمع كافة المتطلبات الكفيلة بتجسيد نظام الجهوية الموسعة , التي يريدها صاحب الجلالة اعز الله مقامه, ان تكون نقلة نوعية في مسار الديمقراطية المحلية في افق جعل الاقاليم الجنوبية نموذجا للجهوية المتقدمة, بما يعزز تدبيرها الديمقراطي, لشؤونها المحلية ويؤهلها لممارسة صلاحيات اوسع .