
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الجمعة بالرباط، أن المغرب والإكوادور وعلى الرغم من انتمائهما لفضاءين جغرافيين مختلفين، يتقاسمان نفس الطموح للسيادة والتكامل والحوار المهيكل.
وأضاف بوريطة خلال لقاء صحفي مشترك مع وزيرة العلاقات الخارجية والتنقل البشري بجمهورية الإكوادور، غابرييلا سوميرفيلد، التي تقوم بزيارة عمل للمملكة، أن البلدين يثبتان اليوم، أن “الجنوب يمكن أن يكون فضاء للقوة والتقارب السياسي بعيدا عن السياسات التي تفرق ولا تجمع”.
وفي هذا الصدد، ذكر بوريطة بالقرار التاريخي لجمهورية الإكوادور بقطع جميع علاقاتها مع “الجمهورية الصحراوية” المزعومة في 22 أكتوبر 2024، وتعزيز علاقاتها مع المملكة المغربية.
كما ذكر بالرسالة التي بعثها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في دجنبر الماضي، إلى فخامة الرئيس الإكوادوري، دانييل نوبوا للتعبير عن تثمين المملكة المغربية لهذا القرار الذي يفتح فضلا جديدا في العلاقات بين المملكة وهذا البلد الأمريكي اللاتيني، مشيرا إلى أن جلالة الملك، عبر حينئذ عن التزام المغرب، في إطار هذه الصفحة الجديدة، بالاشتغال كشريك قوي مع جمهورية الإكوادور في كل المجالات.
وعلى صعيد متصل، أكد السيد بوريطة أن زيارة السيدة سوميرفيلد للمغرب تشكل نقطة تحول مهمة في العلاقات بين المغرب والإكوادور، بما يتوافق مع تعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس دانيال نوبوا، في كون البلدين رغم تواجدهما في مناطق جغرافية متباعدة، يإمكانهما بناء نموذج للشراكة جنوب -جنوب متميز وغني لفائدة الشعبين ولفائدة تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وفي هذا الإطار، أكد السيد بوريطة أنه اتفق مع نظيرته الإكوادورية على ضرورة تعزيز الحوار السياسي بين البلدين، والتوقيع على مذكرة تفاهم بين دبلوماسيتي البلدين لإرساء تشاور وتنسيق أكبر حول القضايا الإقليمية الدولية، وكذا التنسيق في المحافل الإقليمية والمنظمات متعددة الأطراف، على اعتبار وجهات النظر المتقاربة بين البلدين حول مجموعة من القضايا.
وأوضح أنه تم الاتفاق كذلك على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي، مشيرا إلى أنه سيكون للسيدة سوميرفيلد اجتماعات في الأيام المقبلة مع فاعلين اقتصاديين مغاربة في مختلف المجالات، كما ستقوم بزيارات لمنشآت اقتصادية مغربية مهمة لاستكشاف فرص تعزيز التعاون بين البلدين في كل المجالات.
واعتبارا للأهمية التي يحظى بها الأمن الغذائي، أكد السيد بوريطة أن البلدين سيعملان على تعزيز تعاون استراتيجي في هذا المجال، إلى جانب تعزيز التعاون الثنائي في مجال الهجرة ومحاربة شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود من خلال إقامة حوار أمني يهم التنسيق في مواجهة التحديات ذات الصلة.
وفي هذا الصدد، أعرب السيد بوريطة عن “دعم المملكة المغربية الكامل لجهود الإكوادور الشجاعة في محاربة الجريمة العابرة للحدود ومواجهة التحديات التي تطرحها شبكات تهريب المخدرات وما يرافقها من مظاهر عنف”، مشيرا إلى أن الإكوادور بقيادة فخامة الرئيس دانييل نوبوا، أبانت عن إرادة سياسية حازمة في سبيل ترسيخ الأمن وسيادة القانون.
وأضاف أن المملكة المغربية تثمن كل المبادرات التي اتخذتها جمهورية الإكوادور في مجال محاربة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي والإقليمي، وفي المحافل الدولية والمحافل متعددة الأطراف، بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها المعنية بمحاربة الجريمة المنظمة.
وعلى صعيد آخر، أكد السيد بوريطة أن العلاقات الثنائية شهدت اليوم حدثا هاما يتمثل في فتح سفارة جمهورية الإكوادور في الرباط، وهي التمثيلية الدبلوماسية الأولى لهذا البلد في منطقة المغرب العربي.
وأبرز في المقابل، أن المغرب يدرس فتح مكتب للتمثيل الديبلوماسي في كيتو قريبا، في إطار المعاملة بالمثل، على أن يتحول هذا المكتب في ما بعد إلى سفارة لتعزيز التعاون بين البلدين.
وأوضح أن التمثيليتين الدبلوماسيتين ستشكلان آلية للتنسيق والتعاون وتعزيز التواصل بين الفاعلين الاقتصاديين والثقافيين والجمعويين في البلدين.
وفي هذا الصدد، يضيف بوريطة، تم الاتفاق على إدراج الإكوادور ضمن لائحة الدول التي ستستفيد من التأشيرة الإلكترونية (e-visa) التي يفرضها المغرب.
وقال إن هذا الإجراء سيتيح للأشخاص الذين يتوفرون على تأشيرات بعض الدول، الدخول للمغرب بدون حاجة إلى تأشيرة مغربية، كما سيتم تطبيق آلية التصريح قبل السفر بدل التأشيرة ابتداء من الشهر المقبل.