أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، اليوم الجمعة بالرباط، أن إدراج مدينة تاريخية أو معلمة، سواء بالمغرب أو على الصعيد الدولي، كتراث ثقافي مادي، “شهادة” تساعد على الترويج للبلاد لدى السياح الراغبين في اكتشاف التراث الثقافي للمملكة، مسلطا الضوء على الرابط بين السياحة الثقافية وصون التراث.
وقال السيد بنسعيد، في ندوة صحفية عقب لقائه مع مدير التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”، لازاري إيلوندو أسومو، إن قطاع الثقافة منخرط مع “اليونسكو” في علاقات مهمة في مجال تعزيز المعالم التاريخية وحماية التراث اللامادي.
وبعد أن أشار إلى أن المباحثات مع السيد إيلوندو أسومو تمحورت، على الخصوص، حول التراث المادي، أكد الوزير أن الطرفين منخرطان في تعزيز تسجيلات المغرب لدى المنظمة الأممية، مبرزا أن الأمر يتعلق اليوم، بتعزيز التجربة المغربية المعترف بها على المستويين القاري والدولي، وتوطيد تبادل الخبرات مع البلدان الأخرى.
وأضاف أن اللقاء تمحور أيضا على تعزيز الدور الذي يضطلع به المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، والذي سيصبح “آلية دراسة” للتراث المادي واللامادي، موضحا أنه سيكون، كذلك، فضاء لتقاسم الخبرات مع الطلبة من جميع أنحاء العالم.
وتابع بالقول “علاقتنا مع (اليونسكو) مستمرة في التطور من خلال تنفيذ العديد من الاتفاقيات الجديدة التي سيتم مناقشتها”، لافتا، في هذا الإطار، إلى المكانة الممنوحة للعمارة الطينية فيها.
من جانبه، ذكر السيد إيلوندو أسومو بأن المغرب، الذي انضم إلى اتفاقية حماية التراث العالمي سنة 1975، يتوفر اليوم على تسعة مواقع مهمة “يتم تدبيرها وحمايتها بشكل جيد”.
وبعدما سجل أن المباحثات همت المشاريع المستقبلية، أبرز المسؤول الأممي أن المملكة بلد فاعل في مجال الثقافة، مشيرا إلى أنها استضافت الدورة الـ 17 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي اللامادي، وتستعد لتنظيم الاحتفال باليوم العالمي لموسيقى الجاز بطنجة بالتعاون مع منظمة “اليونسكو”، التي ستكون أيضا الضيف الخاص للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.
واعتبر السيد إيلوندو أسومو، الذي تمت دعوته للاطلاع على الجهود المبذولة بالعاصمة، أن “الرباط موقع تراثي عالمي مهم للغاية”، لافتا إلى أن تجربة الرباط “نموذج” ينبغي أن يحتذى به في مجال تدبير التراث.
كما أشاد بالتزام وتفاني الهيئات المكلفة بالتراث العالمي بالوزارة في تدبير هذا الموقع الهام من خلال تنفيذ أنشطة “مثيرة للإعجاب”، مسجلا أن ما يتم بالرباط يستخدم كـ “بروتوكول” تسعى “اليونسكو” إلى استنساخه في مواقع التراث العالمي الأخرى.
ومضى قائلا “لدينا، مع الوزارة، اتفاقية تعاون للمساعدة على دعم إفريقيا”، مردفا أن الطرفين سيعملان على إتاحة الفرصة للخبرات المغربية للمساعدة في الحفاظ على مواقع التراث العالمي بإفريقيا.
وقد أبرزت الوزارة، في بلاغ لها، أنه تم التأكيد في مستهل هذا اللقاء على أهمية الشراكة التي تجمع المملكة المغربية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ومنظمة “اليونسكو”.
وأورد المصدر نفسه أن السيد بنسعيد أطلع مدير التراث العالمي باليونيسكو “على ما قام به المغرب في مجال التراث الثقافي، بما في ذلك مستجدات مشروع القانون الجديد، الذي من المنتظر أن يتم تداوله أمام المجلس الحكومي، والذي يتضمن عددا من المستجدات تهدف إلى الحفاظ وصون وتثمين التراث الثقافي لبلادنا”.
كما استعرض أهم جوانب تعزيز التعاون بين المغرب ومنظمة اليونيسكو في مجال الحفاظ على التراث العالمي، لا سيما وأن المغرب سبق وأن وقع اتفاقية إطار مع المنظمة الأممية سنة 2022، تروم تبادل الخبرات و تعزيز الكفاءات إضافة إلى المساهمة في الإعداد الجيد لملفات تسجيل العناصر التراثية ضمن القوائم التمثيلية لمنظمة “اليونسكو”.
وناقش الطرفان، كذلك، حصيلة هذا التعاون، خصوصا في مجال التراث المادي، وضرورة تسجيل عناصر أخرى لدى اليونيسكو من طرف المغرب.
يشار إلى أن السيد إيلوندو أسومو يقوم بزيارة عمل للمغرب، يلتقي خلالها بعدد من المسؤولين المغاربة، فضلا عن زيارته لمدن الرباط ومراكش والصويرة، وكذا مسجد تنمل التاريخي الذي تضرر جراء زلزال الحوز في شتنبر الماضي.