قالت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، اليوم الجمعة بالداخلة، إن المبادرة الأطلسية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، تشكل جسرا حقيقيا بين القارات وفضاء للتعاون الاستراتيجي.
وأكدت الوزيرة، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الدورة السابعة لـ “منتدى المغرب اليوم”، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن المغرب عازم على تطوير وتوفير بنياته التحتية الطرقية والمينائية والسككية والجوية والطاقية، لتكريس هذه الرؤية الملكية.
وأبرزت بنعلي أن هذا المشروع الطموح سيُمكّن من تحويل الواجهة الأطلسية إلى فضاء للتواصل الإنساني، وقطب للاندماج الاقتصادي، ومركز للإشعاع القاري والدولي.
وأضافت أن “هذه المبادرة لا تنبع فقط من سياسة الجوار الجغرافي التقليدية، ولكن من خلال قناعة عميقة بالانتماء التاريخي والثقافي والسياسي والجيو-استراتيجي”، مشيرة إلى أن بلدان المنطقة تتقاسم تطلعات مشتركة وإرادة جماعية للنهوض بالتنمية المستدامة.
وأعربت عن أسفها لكون “إفريقيا تواجه العديد من التحديات، بما في ذلك ضعف الولوج إلى طاقة حديثة والاعتماد على واردات الوقود الأحفوري”، مشيرة إلى أن المنطقة توفر مع ذلك العديد من الفرص في قطاع الطاقات المتجددة.
وفي هذا السياق، أكدت بنعلي على أهمية المراهنة على حلول مبتكرة في مجال الطاقات المتجددة، والرفع من عدد الشراكات الدولية والاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع، بهدف حل المشاكل المرتبطة بـ “الفقر والهشاشة الطاقية” التي تتزايد في المنطقة.
من جانبه، أبرز وزير النقل والتجهيز في جمهورية النيجر، العميد ساليسو مهامان ساليسو، أن المبادرة الملكية لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي تجسد الإرادة الراسخة للمملكة من أجل النهوض بمجال التنمية في القارة الإفريقية.
ودعا ساليسو، في هذا الصدد، “بلدان الساحل إلى تعبئة حلول مبتكرة وجريئة ترتكز على روح التعاون الصادق والتنمية المشتركة، من أجل إنجاح هذه الرؤية التضامنية التي لا يمكن إلا أن تكون مفيدة لساكنتنا”.
وذكّر بأن “النيجر جددت التزامها بهذه المبادرة خلال الاجتماع الوزاري للتنسيق الذي تم تنظيمه بمراكش”، مضيفا أن هذا التعاون سيُمكّن بلدان الساحل من استغلال واستثمار مواردها بشكل أفضل.
من جهة أخرى، أجمع مختلف المتدخلين خلال هذه الجلسة الافتتاحية على التأكيد على أن المبادرة الملكية هي امتداد لالتزام المغرب الثابت، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لفائدة تعاون جنوب – جنوب فعال وتضامني.
وأشاروا، أيضا، إلى أن هذه المبادرة، التي تنسجم مع انتظارات بلدان إفريقيا الأطلسية، تفتح آفاقا واعدة من حيث التكامل الاقتصادي والاستقرار والسلام والتنمية.
وعرفت هذه الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة من المنتدى مشاركة كل من كاتبة الدولة للبنيات التحتية المكلفة بالصيانة الطرقية في جمهورية تشاد، حواء عبد الكريم أحمداي، ومديرة “أطلنتيك كاونسل”، راما ياد، ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب لعلج.
ويهدف هذا الحدث الدولي، المنظم من طرف مجموعة (لوماتان) بشراكة مع الوكالة المغربية للتعاون الدولي ومجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، في موضوع “إفريقيا الأطلسية، من أجل منطقة قارية مندمجة، شاملة ومزدهرة”، إلى مناقشة الإمكانيات والوسائل التي يجب اعتمادها، والتحديات التي يتعين رفعها من أجل تنزيل الرؤية الملكية لتنمية الواجهة الأطلسية لإفريقيا وولوج دول الساحل إليها.
كما يتوخى هذا المنتدى تعبئة جميع الفاعلين المعنيين بهذه الرؤية الملكية ومناقشة الإمكانيات والوسائل اللازمة والتحديات التي يتعين رفعها من أجل تنزيلها، بهدف صياغة توصيات سيتم تدوينها في “كتاب أبيض”.