في خطوة تاريخية تعزز سيادة المغرب وتُعيد رسم خارطة الطاقة الإقليمية، أعلنت شركة “شاريوت” البريطانية المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز عن بدء تصدير الغاز من ساحل العرائش.
وكشفت “شاريوت” عن توقعات إيجابية بشأن استخراج الغاز من الحقول التي تعمل بها داخل المغرب، حيث أكدّت على وجود غاز جاف عالي الجودة في بئر “أنشوا 1” بساحل العرائش، مع توقعات بتجاوز احتياطي موارد الغاز الطبيعي المكتشفة 1 تريليون قدم مكعب.
ووقعت “شاريوت” اتفاقًا يهدف إلى استغلال الأنبوب المغاربي الأوروبي لنقل كميات هامة من الغاز المستخرج بالعرائش، ونقله إلى الوجهات المستوردة، سواء في المغرب أو نحو أوروبا عبر إسبانيا.
يتوقع أن يحقق تصدير الغاز فوائد اقتصادية هائلة للمغرب، حيث سيساهم في دعم النمو الاقتصادي من خلال توفير مصدر طاقة نظيف ورخيص، وخلق فرص العمل في مختلف مراحل سلسلة القيمة لقطاع الغاز، وكذا تعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر: جذب المزيد من الاستثمارات إلى المملكة، علاوة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة: تقليل اعتماد المغرب على واردات الطاقة.
ويعزز تصدير الغاز مكانة المغرب كلاعبٍ إقليميٍ رئيسي في مجال الطاقة، حيث سيساهم في تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، وتعزيز الأمن الطاقي عبر تأمين احتياجات المملكة من الطاقة، وكذا تقوية العلاقات مع الدول المجاورة من خلال تعزيز التعاون مع أوروبا في مجال الطاقة، إضافة إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي والمساهمة في استقرار سوق الطاقة في المنطقة.
تواصل “شاريوت” العمل على تطوير مشروع غاز أنشوا بسرعة، حيث تهدف إلى بدء الإنتاج التجاري للغاز في أقرب وقت ممكن وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتوفير تدفقات نقدية على المدى القريب لمساهميها وتحقيق عوائد مالية للمستثمرين، إضافة الى العمل على خطة عاجلة لتطوير الحقل والاستفادة من الموارد المكتشفة بشكلٍ مُستدام.
ويُمثّل بدء تصدير الغاز من ساحل العرائش علامةً فارقةً في تاريخ المغرب، حيث يُعزّز سيادته ويُعيد رسم خارطة الطاقة الإقليمية، وتُؤكد هذه الخطوة على عزم المملكة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة، وتعزيز موقعها كلاعبٍ رئيسيٍ في مجال الطاقة على الصعيد الدولي.