بقلم الصحافية / فاطمةالزهراء اروهالن
لقد حث ديننا الحنيف على تناول مظاهر الحياة جميعا ، وما ترك لنا شاردة ولا واردة إلا بينها ، بل جلاها لتكون واضحة وضوح الشمس في كبد السماء ، لا لبس فيها ولاغموض.
ومن بين الامور التي حظر منها ديننا ، هو أسرار المجالس وأماناتها، حيث أصبحنا نرى ونسمع أمناء الأسرار أقل وجودا من أمناء الأموال، وحفظ الأموال أيسر من كثمان الأسرار، فبكل أسف لقد انتشرت في زمننا الذي يقال عنه بالمتحضر، ظاهرة خيانة المجالس بين الناس، حيث يجلس معك الشخص فتجده يتكلم معك وإذا به يصورك أو يسجل كلامك دون أن تدري ، وهو يعلم علم اليقين أن ذلك من المحرمات شرعا وقانونا ، هؤلاء المرضى أصحاب هاته الصفة المدمومة لابد من الاحتياط منهم والابتعاد عنهم ، لما يتسببون في الضرر الذي يلحقونه بالناس في تعاملهم ، فالأمر خطير وعلينا النجاة بأنفسنا من شرهم وشر معاشرتهم، لأنهم يظهرون لنا عكس ما في الباطن، لأنهم ذو الوجهين ، يتحذثون بكلام جميل في وجهك ، ومن ورائك يضعون السم في الحديث عنك .
هؤلاء الرعاع الذين يهاتفونك ويفتحون الصوت ) Haut parleur دون علمك ويتسببون في خلق الفتن و المشاكل ويسعون في الأرض فسادا لإشباع النفس المريضة والتلدد في فضائح الناس ، مما يجعلنا نعيش زمن الهرج الذي تحذث عنه الرسول الأكرم(ص)
(حين لا يأمن الجليس جليسه ) صدق رسول الله ، فاتقوا الله في أنفسكم وفي من يجالسكم، لأنها بمثابة السعي بالنميمة والتفريط بامن الجليس .