الجريدة /بقلم: عمر أحمو
في الوقت الذي تستعد فيه جل مدن المملكة المغربية لاحتضان محافل عالمية أبرزها كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، تتصاعد الأصوات المشككة بنوايا المسؤولين بمدينة العرائش، وما إذا كانوا يخططون بالفعل لإظهار جوهرة المحيط في أحسن حلة، خصوصا وأن أحوال المدينة بدأت تقذف بالخوف في قلوب مواطنيها.
فشلت مدينة العرائش بسبب القائمين على أمورها في مسايرة قاطرة التنمية التي دب دبيبها في مختلف ربوع المغرب استعدادا للتظاهرات التي ستستقبلها المملكة في قادم السنوات، وكذا ارضاء للمواطنين المغاربة، ورضيت العرائش بمواقفة مسؤوليها أن تتخبط في أعماق التخلف والتهميش.
شوارع المدينة تنطق بالحق
احتلال للملك العمومي “بالعلالي”.. هو أول المشاهد التي تسرق انتباهك وانت تتجول في شوارع المدينة، فلا يخلوا شارع من شوارعها من ظاهرة احتلال الملك العمومي، بدءا من ساحة التحرير، مرورا بشارع الحسن الثاني، شارع محمد الخامس، و”رحبة الزرع” واللائحة طويلة، احتلالٌ أقل ما يمكن القول عنه أنه بات بين عشية وضحاها حقا من حقوق فئة لم تجد من يحاسبها ويوقفها عند حدها.
باعة جائلون استمدوا جبروتهم من صمت السلطات بالمدينة، وفرضوا بذلك أفعالهم التعسفية، فاحتلوا الشوارع طولا وعرضا، وعرضوا سلعهم أمام المحلات التجارية، وأمام أعين التجار الذين يهددون بالاحتجاج على استفحال هذه الظاهرة وما مدى تأثر المدينة بسببها.
ولا تنتهي هواجس المدينة عند احتلال الملك العمومي والباعة الجائلين، بل هذا غيض من فيض، فالتهديد الأكبر للساكنة يتمثل في المنازل الآيلة للسقوط، والتي تشكل ألغاما تهدد حياة المواطنين، والمسؤولون نيام، وفوق كل هذه المصائب تغمق على المدينة روائح نتنة تنبعث من كل الجنبات، بسبب تحول أزقة العرائش إلى أسواق مصغرة لبيع الأسماك، في غياب تام للسلطات.
ومع اقتراب فصل الصيف ورغم ما تتمتع به شواطئ المدينة الساحلية من جاذبية كبيرة وسحر خاص، فإن معظمها يرتطم بصخرة الاهمال والتهميش فغالبيتها لا ترضي زوارها بسبب ما نالها من نسيان.
عامل متقاعس
ملت الساكنة من الوعود الكاذبة، ولم يعد بوسعهم الصبر على الظروف الاجتماعية القاسية والمزرية التي مست جميع جوانب الحياة اليومية؛ وحملوا المسؤولية لعامل المدينة الذي لم تظهر لمسة واجباته على أرض الواقع، فضلا عن غضه الطرف عن المنتخبين على المدينة والذين فشلوا جميعا في اخراج العرائش من غياهب النسيان والتهميش والإقصاء، حيث يفضل عامل الإقليم العالمين بوعاصم الانزواء بمكتبه بدل القيام بجولات تفقدية لمرافق و مشاريع المدينة.
وصية مهملة
وفي سياق متصل بالموضوع؛ لابد من استحضار خطاب ملكي انتقد فيه العاهل المغربي، المسؤولين “المتكاسلين عن أداء واجباتهم”، وطالبهم فيه بتحمل المسؤولية، ودعا إلى محاسبة أي مسؤول يثبت تقصيره.
وتساءل العاهل المغربي قائلا: “لا أفهم كيف يستطيع أي مسؤول لا يقوم بواجبه أن يخرج من بيته ويقود سيارته وينظر إلى الناس بدون خجل أو حياء”.
مطالب الساكنة
تطالب ساكنة العرائش بزيارة ملكية إلى هذه المدينة التي وصفتها بـ “المهمّشة” اجتماعيا واقتصاديا، والمغضوب عليها من طرف مسيريها، مبررة هذا المطلب بأن الزيارة الملكية وحدها القادرة على تحريك المياه الراكدة وزعزعة ضمير المسؤولين، خاصة وأنها كانت تنتظر بفارغ الصبر التغيير إبان الحركة الانتقالية الأخيرة لرجال السلطة وأن يمنّ الله عليها بعامل طموح ديناميكي مُتميزٌ في بثّ روح الحماسة والمثابرة عند المنتخبين.