بقلم : رضى البشيري- بروكسل
دعوة بمناسبة عيد الاستقلال المغربي، من سفير المملكة المغربية لدى مملكة بلجيكا ودوقية اللوكسمبورغ الكبرى السيد محمد عامر.
يدعو فيها معارفه و أصدقاء المشتبهين فيهم لحضور حفل الاستقبال الذي أقيم على شرفهم يوم الأمس السبت 18 نوفمبر 2023 على الساعة 5 مساءً في أفخر فندق بالعاصمة Double Tree By Hilton (كراون بلازا – لو بالاس سابقًا) بببروكسل .
و الذي أشار في الدعوة الموجهة للمدعويين بالإشادة بالعمل الاستثنائي الذي قام به مواطني او ساكنة بروكسيل لصالح ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب مؤخرًا يشترط بالاجبار الحجز على الرابط التالي: https://forms.gle/Ys2KBNvcLGJwkfJ88
فحين نتعمق في الدعوة ، يبدو أن هناك عدة اشارات تشير إلى أخطاء متكررة في أنشطة السفير وفريقه. من الضروري فحص هذه الهفوات والتعامل معها بحرفية وشفافية لضمان الكفاءة والحيادية في أعمال الدبلوماسية.
يبدو أن هناك تقصير في احتفالات السفير بالأحداث الوطنية المهمة، فقد يكون من الضروري التركيز على الذكرى الوطنية وإبراز إنجازات العائلة الملكية ودورها في تاريخ المملكة بمناسبة مثل عيد الاستقلال.
يبدو أن الأمور لم تسر كما كان متوقعاً من قبل الجالية المغربية في بلجيكا، حيث حدثت أخطاء في التنظيم والتغييرات وحتى في طريقة توزيع الدعوات. من الأمور المهمة أن يكون التنظيم والتواصل مع الجمهور على مستوى عالٍ لإبراز أهمية الفعاليات الدبلوماسية،هو ما لم يلمسه الحضور .
يبدو أن السفير انحصر في الحديث عن إنجازاته الشخصية وتصريحاته كانت مشابهة لرد على مقال يشكك في مصداقيته، دون التركيز الكافي على أهمية الحدث الوطني مثل عيد الاستقلال. هذا يمكن أن يسبب انزعاجاً للجالية المغربية التي تتوقع دعماً واهتماماً بالمناسبات الوطنية الهامة.
يبدو أن هناك عدة تجاوزات حصلت في الحفل، مثل إجبارية الحجز التي قدمت فرصة للمخابرات لمراقبة خصوصيات الحضور، وكذلك تأكيد الانتماء السياسي الاشتراكي للسفير حين استثنى كل الأحزاب السياسية و اقتصر على دعوة الاشتراكيين كرسالة مشفرة واضحة لدعمهم في الانتخابات المقبلة دون التركيز على الحيادية المطلوبة من دوره الديبلوماسي. من المهم أن يكون السفير متوازنًا في تعامله مع مختلف الفئات والأطراف، وأن يحافظ على موقعه الديبلوماسي بشكل أكبر لتمثيل المملكة المغربية بحيادية واحترام مالم يفعل السفير محمد عامر .
الجالية المغربية في بلجيكا ولكسمبورغ لها حق في المشاركة في الاحتفال بالعيد الوطني ولا يقتصر الامر فقط على الجالية بروكسيل فان السفير هو السفير للجميع فئات المجتمع من الجالية ، وهذا يمكن أن يشمل الانخراط والمشاركة في التنظيم والاحتفالات بمسؤوليتها. تنظيم الحفلات في القنصليات المغربية قد يكون خيارًا جيدًا لتوفير مساحة للجالية للاحتفال بشكل أكثر اندماجًا وتواصلًا مع بلدهم الأصلي، ويمكن أن يقلل من التكاليف الباهظة المرتبطة بالاحتفالات في الفنادق الفخمة.
تواجه هذه التجاوزات الخطأ الديبلوماسي في التنظيم، خصوصًا عدم احترام البرنامج ومقاطعة الجمعيات المقرر تكريمها. تلك الأمور تزيد من عدم رضا الجماهير وتؤثر على سمعة الحفل والسفير. يجب أن يتحمل السفير مسؤولية التنظيم والتأكد من احترام البرنامج المحدد مسبقًا للحفلات الدبلوماسية ان كان يملك الكفاءة الازمة مع فريقه في السفارة .