استطاع فيلم “نايضة” للمخرج والممثل سعيد الناصري أن يشعل جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي ويحقق إشادة كبيرة من قِبل الجمهور، و يعتلي مراتب الأولى في “طوندوس” المغربي، رغم قرار منعه من العرض على القنوات الرسمية، الفيلم، الذي اختار أن يقدم موضوعًا جريئًا بقالب كوميدي اجتماعي، أثبت أن الإبداع الحقيقي يمكن أن يصل إلى المشاهد رغم العراقيل.
“نايضة” عمل فني من توقيع سعيد الناصري، المعروف بقدرته على ملامسة قضايا المجتمع المغربي بأسلوب ساخر وخفيف، لكنه يحمل في طياته رسائل عميقة. العمل تناول في قالب درامي ساخر قضايا مرتبطة بالواقع المغربي المعاصر، مثل البطالة، الفساد، وسط تحديات اجتماعية واقتصادية.
فرغم منع عرضه على القنوات التلفزيونية الرسمية، استطاع الفيلم أن يجد طريقه إلى قلوب المشاهدين من خلال وسائل بديلة، حيث تم تداوله بشكل واسع على منصات الإنترنت، وحقق نسب مشاهدة مرتفعة، جعلته حديث الساعة في أوساط الجمهور والنقاد على حد سواء.
هذا وقد أشادت الجماهير التي تابعت الفيلم بالجرأة الفنية التي تميز بها، خاصة في تناول مواضيع حساسة وشائكة بأسلوب بسيط ومباشر، كما نوهت بالأداء المميز لسعيد الناصري وبقية الطاقم التمثيلي، الذين نجحوا في تقديم شخصيات قريبة من الواقع المغربي.
في المقابل، أثار قرار منع عرض الفيلم على القنوات الرسمية تساؤلات واسعة حول حرية التعبير الفني بالمغرب، حيث رأى البعض في المنع محاولة لتقييد الإبداع الفني، بينما اعتبر آخرون أن الفيلم قد تطرق لقضايا “غير مريحة” بالنسبة لبعض الجهات.
ورغم قرار المنع، يؤكد النجاح الذي حققه “نايضة” أن الجمهور المغربي يبحث عن أعمال تعبر عن واقعه وتناقش مشاكله دون تجميل أو تزييف. كما أن الضجة التي أحدثها الفيلم تُبرز أهمية دعم الصناعة السينمائية المغربية وتوفير منصات عرض حرة تمكن الفنانين من إيصال أصواتهم.
فيلم “نايضة” لسعيد الناصري لم يكن مجرد فيلم كوميدي آخر، بل كان صرخة فنية تعبر عن أحلام وآمال شعب بأكمله، وسعيد الناصري، بهذا العمل، أثبت مرة أخرى أنه قادر على التحدي والابتكار، وأن الفن الحقيقي لا يمكن أن يُقيد.
المستقل