.
توج الفنان والمخرج المسرحي حميد بناني مسيرته الفنية بتأسيس أول فرقة مسرحية مغربية بكندا، أطلق عليها إسم “اجي للتياتر” والمنضوية تحت الفضاء المغربي الكندي للإبداع. هكذا بدأ بتكوين مجموعة من الأشخاص من أعمار ومسارات مختلفة، وذلك بمدهم بالقواعد الأولى الخاصة بالمسرح وكدا تدريبهم عبر تنظيم ورشات تكوينية في التشخيص و الارتجال إلى أن أصبحوا جاهزين ومهيئين لإجراء عروض أمام الجمهور.
فتكللت مجهودات الفنان حميد بناني، بإنجاز عمل مسرحي مغربي “Bac 3”, من خلاله استطاع تمرير عدة رسائل، كالتحسيس بالقضية الأولى للمغاربة، بعث رسائل مشفرة إلى فرنسا وإسبانيا بأن مغرب اليوم ليس هو مغرب عهد الحماية وكذلك مساءلة مغاربة العالم عن تقديم كل منهم نصه التاريخي، حيث شرحها بعض المحللين السياسيين على أنها إشارة إلى الترسانة السياسية والدبلوماسية عن مدى مسؤوليتهم في تأطير مغاربة العالم، وذلك لتمكينهم بمعرفة أكثر لتاريخ وقضايا بلدهم، فيصبحون بهذا أكثر جاهزية للترافع والدفاع عن مصالح وقضايا الوطن الأم.
كما تعالج المسرحية نفسها، موضوع الهدر المدرسي، حيث أصبحت هذه الظاهرة موضوع اهتمام حتى مسؤولي الدول الغربية، حيث بكندا على سبيل المثال، بدأ عمداء المدن في وضع مخطط آني ومستعجل للعمل على مواجهة هذه الظاهرة، فكانت رسائل الفرقة المسرحية جد قوية لكن بنكهة الفكاهة والضحك، فجعلت الجمهور المغربي بكندا يعيش لحظات جميلة ورائعة وخصوصا أنها تصادفت مع غلاء المعيشة ومخلفات كورونا الإقتصادية والإجتماعية.
عُرضت المسرحية أربع مرات بمدينة مونتريال، حيث توافد عليها كثير من المغاربة وحتى المتواجدين منهم في مدن بعيدة عن مونتريال، كما سُجل حضور الطاقات الحية لمغاربة كندا، الجمعويون منهم والسياسيون وحتى الدبلوماسيون، وكانت حاضرة أيضا وجوها من أبناء الميدان، كالمنتج والمخرج السينيمائي أحمد بيدو.
فبعد إن لقيت مسرحية Bac 3 نجاحا كبيرا بمونتريال، قامت الفرقة المسرحية بجولة في المغرب وعرضها بعدد من المدن، حيث تم تتويجها بالمشاركة في المهرجان الدولي للمسرح وفنون الخشبة باكادير FITAS، كما للفرقة حاليا مجموعة من العروض بين كندا والولايات المتحدة الامريكية.
من أين حصل حميد بناني على هذه الكفاءة؟
ينتهي السؤال عن كفاء بناني عندما نسمع بالمشوار الذي مر به إبن اسباتة بالدار البيضاء، وخاصة منذ فترة بداية نهضة المسرح بالمغرب، حيث مر بمسرح بن امسيك، ومن هناك تكون بمُحترفْ بن امسيك للتعبير الجسدي التابع للمركب الثقافي بن امسيك مرورا بجمعية اللواء البيضاوية، حيث تخرج منها عدة نجوم كانوا يتدربون مع حميد بناني، مثل كمال كاظمي المعروف بحديدان، محمد البلغيتي وكذلك من بعدهم عزيز داداس. وخاصة بما كان يُعرف به أنذاك الحي المحمدي واسباتة كعواصم الفن والغناء، منبع الغيوان وفرقة الحي (…).
هذا الإطار المغربي المعروف بتواضعه المفرط، عمل أيضا كمؤطر المسرح والتعبير الجسدي بثانوية الحسن الثاني بالدار البيضاء، حيث فاز معها بالجائزة الأولى بالمهرجان الوطني كمخرج وكسيناريو. كما فاز بجائزة العمل المتكامل في مسرح الشباب، حيث شارك بمسرحية تحت عنوان مول الشكارة. هذا إن أردنا ان نقف هنا، أما إن أردنا سرد كل المحطات التي مر بها بناني في المغرب، فلن يسعنا تأليف كتاب واحد فقط.
المد المسرحي لحميد بناني والذي لم يعرف جزرا بكندا
فبكندا أيضا، لم يهدأ له بال، حتى لعب مع فرقة Toxique Trottoir في مسرح الشارع، كما حصل على عدة شواهد تكوينية من جامعة مونتريال كمحترف التشخيص Ateliers d’interprétation, واللعب أمام الكاميرا Jeu devant le caméra.
كما استمر نشاطه في إخراج عمل في التعبير الجسدي لفرقة بلغارية بمونتريال، وشارك بفرقة مغربية في التعبير الجسدي ايضا بالمهرجان الدولي نظرات إفريقيا Vue d’Afrique.
حق الطفل في المسرح
لم ينسى حميد بناني أيضا حق الطفل في المسرح، حيث قام بتأسيس مسرح الطفل، وشرع في تكوين الأطفال بدار المغرب بمونتريال، فعمل عرض خاص للأطفال بمدينة لاڤال ومونتريال، كما شارك به في المهرجان العربي المنظم سنويا بمونتريال والمعروف ب Orientalis.
والسؤال الذي سيظل عالقا إلى حين أن تجيبنا عنه الأيام، هل حميد بناني سيعرض لنا في يوم من الأيام مسرحية باللغة الفرنسية؟.
تعليق واحد
Vue que l’état est absente,les R.M.E n’ont pas le.choix que de prendre le.Toro par ses cornes.
Oui,je ne m’explique pas.maisjvousinvite à faire vosdevoir.
10 mai 2023