الصحافي فؤاد السعدي – المغرب
طوت عروس الشمال مرحلة الوالي محمد امهيدية، الذي تم تعيينه على رأس ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة عامل عمالة طنجة أصيلا منذ شهر غشت 2018، وانتهت مهامه بتاريخ 19 أكتوبر الجاري، وبهذا أسدل الستار عن هذه الفترة من تاريخ طنجة بما حملت من إيجابيات وسلبيات، وما تحملت من أزمات وأحداث وتعثرات رافقت أشغال بعض لعل أبرزها مشروع تهيئة المدينة العتيقة، وطريقة معالجة ظاهرة البناء العشوائي واستغلال الملك العمومي، وأوراش أخرى لم تحظ برضى أغلب مكونات المجتمع المدني بمن فيهم ذوي الاختصاص والمهتمين بالشأن المحلي والساكنة خصوصا فيما يتعلق بطريقة معالجتها.
وعموم القول، أن هذه الأوراش لم ترق إلى ما كان مؤمولا لها حتى تكون المدينة النموذجية سياحيا واقتصاديا، كما أنها خيبت أمل الطنجاويين وأفقدتهم الثقة في الجهات المعنية المسؤولة، ومن المؤكد أن طنجة اليوم ستبدأ مرحلة جديدة بقيادة الوالي الجديد يونس التازي، الذي دشن مساره المهني كخريج المدرسة المحمدية للمهندسين في شعبة الهندسة المدنية، سنة 1997، عندما شغل منصب والي على جهة سوس وعامل اكادير اداوتنان وقبله عامل إقليم تطوان سنة 2017، كما تقلد منذ 2013 منصب مدير عام للوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية والعديد من المناصب. ليحظى مجددا بثقة جلالة الملك محمد السادس ويتم تعيينه واليا على جهة طنجة تطوان الحسيمة عاملا على عمالة طنجة أصيلة ثاني قطب اقتصادي بالمملكة
والمعرفة الجدية للوالي التازي بخصوصيات الجهة وحاجياتها وعقلية مسؤوليها وطبيعة عنصرها البشري، ستمكن صاحب القرار الأول بالجهة من أداء مهامه على أحسن وجه مع التطبيق السليم للتوجيهات الملكية، وهذا لن يتحقق إلا بالاعتماد على فريق عمل منسجم يعزف نفس نغمة الجدية التي أمر بها الملك محمد السادس، كما أنه مطلوب من الوالي السعي إلى إنصاف مجموعة من الكفاءات المهمشة، والعمل على ترشيد العنصر اللامادي وإعادة هيكلة المصالح الحيوية، بما فيها الملحقات الإدارية والمقاطعات الحضرية، التي تعمل بعضها خارج السياق العام للمسيرة الإصلاحية التي يقودها جلالة الملك، فلا زال المواطنون “يجرجرون” وتحط كرامتهم وتهان داخل هذه المرافق العمومية، مع الإشارة لغياب التواصل والإنصات لشكاياتهم، مما يدفع بالمتضررين للجوء إلى ديوان الوالي، والنموذج ما يقع اليوم بدائرة السواني وكيف أصبح رئيسها “بيلدوز طنجة” من خلال معالجته المنحازة لفئة من التجار على حساب أخرى فيما بات يعرف بقضية سوق كسابراطا في وقت كان مفروضا على السلطة أن تتخذ موقفا محايدا. ولنا عودة للموضوع بالتفصيل..
وللحديث بقية