يبدو أن مكتب مجلس النواب يتجه لاتخاذ قرارات صارمة تجاه بعض البرلمانيين، من خلال تقليص الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها، وعلى رأسها خدمات الإقامة في الفنادق المصنفة بالعاصمة الرباط.
قد تمثل ضربة قوية للنواب الذين استمروا في الاستفادة من هذه الامتيازات، رغم امتلاك بعضهم لمساكن فاخرة ووظيفية في الرباط.
لطالما استفاد البرلمانيون من اتفاقية خدمات إقامة في فنادق راقية، وقعها مجلس النواب مع شركة متخصصة في إدارة الفنادق. لكن التناقض يبرز عندما يتبين أن بعض هؤلاء النواب يمتلكون عقارات فاخرة في العاصمة، مما يثير تساؤلات حول ضرورة استمرار توفير هذا الامتياز.
يهدف مكتب مجلس النواب من خلال هذه الخطوة إلى معالجة مجموعة من التحديات، أبرزها مواجهة ظاهرة الغياب التي تؤثر على جلسات المجلس. إذ يستفيد العديد من النواب من حجوزات الفنادق دون أن يشاركوا فعلياً في الأنشطة البرلمانية، مما يعد هدرًا للمال العام ويؤثر سلباً على أدائهم المهني.
و تعكس هذه الخطوة رغبة واضحة في حماية المال العام وترشيد الإنفاق، خاصة وأن مبالغ كبيرة تُخصص لحجوزات الفنادق لصالح نواب لا يحرصون على حضور الجلسات البرلمانية، بل يستخدمون إقامتهم في العاصمة لأغراض شخصية.
القرار المتوقع من مكتب مجلس النواب يأتي ضمن سياق أوسع لتعزيز الشفافية والمساءلة، مع التأكيد على أهمية قيام النواب بمهامهم البرلمانية بجدية وفعالية، بدلاً من الاعتماد على الامتيازات التي قد تضر بمصداقيتهم أمام المواطنين.
تعتبر هذه الخطوة جزءاً من جهود مستمرة لتحسين كفاءة مجلس النواب وترشيد استخدام الموارد العامة. ومع تقليص هذه الامتيازات، من المتوقع أن تساهم هذه الإجراءات في تعزيز الثقة في المؤسسات العامة وتوجيه الموارد نحو الأولويات الحقيقية.