
مغرب العالم/ يوسف دانون

لا شيء أشد خزياً من خيانة الوطن ، ولا سقوط أخلاقي أعمق من أن يبيع الإنسان ضميره ويضع يده في يد من يحرض على بلده. هذا بالضبط ما فعله محمد الراضي الليلي، الذي اختار أن ينحدر من مرتبة الصحفي إلى درك الخيانة، حين باع نفسه للمخابرات الجزائرية المعادية، وارتضى أن يكون أداة تحريض ضد المملكة المغربية الشريفة، وطنه الأصلي، وشعبه الأبيّ.
لقد فقد الراضي الليلي كل شرعية أخلاقية، وكل احترام. فمن يرتضي أن يشتم بلاده، ويطعن في رموزها، ويتنكر لتضحيات رجالها ونسائها الشرفاء، لا يستحق إلا الاحتقار. ومن يضع صور الأحرار كوسيلة للتشويه، كما فعل حين علّق صور الشرفاء، ومنهم صورتي وصورة المناضلة السيدة شيماء، على حسابه العكر، إنما يكشف عن فقره الفكري، وجهله السياسي، وسوء سريرته.
ألا تعلم يا راضي أن حب الوطن من الإيمان؟ ألا تدرك أن المغرب أكبر من أحقادك، وأن من يختلف معك بالرأي لا يعني أنه عدو، بل هو أكثر وطنية منك لأنك فقدت البوصلة؟ لقد أصبحت لا تملك سوى سلاح الحظر والصراخ، وهما أدوات العاجز، ودليل الضعيف الذي يخاف المواجهة بالحجة والمنطق.
أما نحن، أبناء هذا الوطن، فإننا نرد عليك بحبنا لبلادنا، بوفائنا لعرشنا، وبدفاعنا عن الحقيقة. لن نخون. لن نبيع. وسنظل نكشف أمثالك، لتعرف الأجيال أن من يطعن في ظهر المغرب، سيُفضح ويُلعن في صحائف التاريخ.
فلتتذكر جيداً: الوطن لا ينسى أبناءه البررة، ولا يغفر لخائنيه.