بقلم: ذ. سعيد زروالي/ بلجيكا
الحديث عن ( مغاربة العالم )كتصور تشكله انساق غائية تتمطى صهوة البرغماتية؛ لا تأخذ بعين الاعتبار الاستدلال و النظر في مراد ( مغاربة العالم ) ؛ العالم هنا هو الذي رفع التنُّكر و عرف المغاربة بالاضافة؛ و بالتالي اصبح الانتماء الكوني فسيفساء تشكل المغاربة ؛ و هذا الانتماء يتم عبر الانصهار الذي يولد الاصهار على اثره تتناسل الاجيال مفتقدة ما بين الانتماء او الارتماء؛ و يتم عبر الانبهار الذي يؤدي الى الاحتضار او الى الاستعاب و في كلا الحالتين يُشهر الاستهلاك قلم المقايضة؛ هذا على مستوى العالم الهامشي الذي يستحضر مرجعية القهر في تعامله مع الانساق التي تكوِّن الحضارة؛ و يتخذ من الدُّونية مرجعية لابداعاته ؛ و على مستوى العالم الذي يشكل المركزية المسيطرة التي تشكلت وفق مرجعية آرية تجل العرق و الجغرافيا و الانماط المعرفية كعناصر اسهمت في رفعتها ؛ فانتماء المغاربة الى العالم هو انتماء شرعي؛ سواء لمن هم خارج الوطن او داخله لان دولة المغرب من الدول المنتمية لهذا الكون؛ و بالتالي كل مواطن مغربي هو من مغاربة العالم ؛ و حتى لواستلمنا جدلا ان العبارة عامة اريد بها الخاص فهو اقصاء تأصيلي ؛ لان الفعل و التفاعل يقصي العبارة خاصة في ظل التحولات المعاصرة؛ هذا الانتماء الكوني للمغاربة بكل اصنافه يكون عالميا عندما يتأسس على العمل المشترك بين كل اطراف المجتمع الكوني و ليس على عاتق الاستثمار المحلي ؛ لان هذا الاخير يؤدي الى (مغاربة المغرب ) اما الثاني فيزحف بنا الى تأسيس مشروع ( مغاربة العالم )سواء كانوا خارج الوطن او داخله
و هذا ما نميل اليه في زمن اصبحت القوة من الناحية الاقتصادية في يد الشركات العابرة للقارات التي تسوق البضاعة و في رحمها تسويق للثقافة و القيم المحلية ؛ كما اننا نعيش عصر العلوم يجب الدخول في تأسيس المراكز البحثية و المختبرات العلمية و الزحف نحو شراكات عالمية للاسهام في الانتاج العلمي المتسارع و بالتالي تصبح شمس الكفاآت الداخلية لامعة تنير ارجاء الدنيا اما الكفاآت الخارجية لا اقول جلها و لكن اغلبها شمسها تنير المختبر او المركز الذي تشتغل تحت رحمته ؛ اما اذا كان القصد من (مغاربة العالم ) من هم خارج الوطن فالاولى ان نقول (عالم المغاربة )و سنعود اليه في تدوينة اخرى .