بقلم : ذ. سعيد زروالي
تقتلعني عروقا من تربة الترس المحشوة بالالغام النيزكية ؛ اشتهي الترب العالق باقصى بقاع الارض ؛ تشعلني لهيبا يحرق السؤال بوقود البرهان ؛ تزحزحني من خلال الكشف و السير بين الشعاب عن الناتج الذي اسْتُنسِخَ انموذجا يتعرى امام الملء دون ٱستحياء .
هي اسئلة الانطواء على الذات لانبثاق سجل الطي جوابا يوقظ شعلة الاقلاع ؛ كلمح البصر اخترقت عوالم الماضي ؛تتقفى اثر الاجوبة المعتبرة فلاتجد الا اتساعا لفضاء يحسن الجمع و التأويل لاجوبة تحدد مسار نسق و اعتقاد يُوَلًد العقدة للاخر و من الاخر او يعطل ملكات الانسان .
تحلق في الحاضر ؛ فيض من الاجوبة بدون جواب ؛ تاهت في بحر التراكمات ؛ جواب اليوم ينفيه جواب الغد ؛ جنون تصدر المنابر ؛ في غياب العقلاء او بالاحرى في تغييب العقلاء اصبحت له سلطة التحكم في توجيه الانسانية دون تحديد الوجهة .
على جناح السرعة تحلق في افاق المستقبل فكان الجواب الذي لم يكن منتظرا و فضفاضا في نفس الوقت : هندسة المفاجأة .
قال: ما تقصد بهندسة المفاجئة؟
قلت كما الموت لا يحسن طرق الابواب و لكنه معلوم عند الانسان صحبة النفي للزمان و المكان و الكيف و معلوم عند استراتيجية الحياة دون نفي للعناصر المذكورة ؛فاستنادا على المرامي الكبرى لهذه الاستراتيجية بعيدا عن لمس القداسة التي هي من صلب الذات مع الاستحالة الجبرية للحلول فيها ؛هناك تقنية عالية و هندسة محكمة في توضيف التقنية العلمية و الثقافة العالمية و المقدس بصفة عامة في صناعة الصدفة ؛ و الصدفة احيانا تدخل الانسان في قفص الاستلاب بعيدا عن الاستعاب و التساؤل في ظل تكريس الاستهلاك المفرط للتقنية الجديدة بسلبياتها و اجابياتها ناهيك عن العوالم المستورة في المختبرات المعزولة التي فاقت حضارتنا باعوام عديدة .
لذلك الانسان يفاجئ لامر ما لانه عاجز على ادراك بنية موقعه و العالم الذي يعيش فيه فكيف يستوعب ما فوق ذلك؟ و الذي يصنع المفاجئة نصّب عيونا في السماء و عقولا لها قوة الارسال و الاستقطاب فكان لها حصة الاسد في ضخ الهيولى في الانسان لاعادة تشكيلته.
اظن اننا بحاجة ماسة الى علم جديد قد نسميه (انثروبلوجية المفاجئة) لنستطيع التموقع او على الاقل فهم الواقع .