أن المغرب يتوفر على موارد بيولوجية تجمع بين الغنى والتنوع، فهذه الأخيرة أصبحت تشكل شريكا ضروريا ومهما في تحقيق النمو والتنمية الاقتصاديين، ولكن هذه الثروة البيولوجية تصطدم ببعض العوامل التي تساهم في تدهورها بل انقراض بعض الأنواع في أحيان كثيرة، وهذا ما استدعى لفت انتباه المشرع المغربي الذي أصدر مجموعة من النصوص القانونية والتشريعية لتنظيم واستغلال هذه الموارد وحمايتها من كل الاستغلالات غير المعقلنة، إلا أن هذه النصوص لا ترقى إلى الفعالية اللازمة على المستوى التطبيقي، ما يجعل المغرب يخسر العديد من أنواعه البيولوجية سنويا.
وفي هذا الصدد؛ تعد التربية الجغرافية ضرورة ملحة في هذا العصر، ولاسيما ما يشهده العالم من أزمات وتلوث بيئي طال مناحي الحياة جميعا، والذي فرض على المعنيين بالبيئة والصحة والتربية والإعلام في المجتمع تسليط الضوء على قضايا البيئة، وتقديم تربية جغرافية بيئية تنمي وعي أفراد المجتمع جميعا، وتنبههم إلى الأخطار التي تهدد البيئة عموما والتنوع البيولوجي خصوصا، وترشد سلوكهم في العناية بالبيئة وضرورة المحافظة عليها.