أطباء الأطفال يطلقون حملة تواصلية للتحسيس بخطورة مرض “النكاف”، الذي يصيب الأطفال.
وتأتي هاته المبادرة، بعد تسجيل ارتفاع حالات للإصابة بـ”النكاف” في صفوف الأطفال، بحيث تستهدف إشراك المؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام ومختلف المتدخلين من أجل الرفع من مستويات الوعي بهذا المرض وسبل مواجهته.
في هذا السياق، كشف الدكتور سعيد عفيف، رئيس الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال في القطاع الخاص، أنه تم الوقوف مؤخرا على تسجيل حالات للإصابة بـ”النكاف”، تختلف درجتها وحدتها بشكل ملحوظ على مستوى العيادات الطبية، مما دفع إلى القيام بجرد وإحصاء للحالات، لتبين على أنه خلال الآونة الأخيرة وفي ظرف زمني قصير، تم جرد أكثر من 1000 حالة إصابة بالمرض.
وأبرز الخبير الصحي أن الأمر يتعلق بانتفاخ وتورم الغدد النكفية المسؤولة عن إفراز اللعاب التي تتواجد تحت الأذنين وعلى جانبي الوجه، مشيرا إلى أن هناك عددا من الأعراض التي تظهر على المصاب من قبيل الحمى والصداع وصعوبة المضغ والبلع.
وأكد الدكتور عفيف أن العدوى تنتقل من خلال اللعاب والرذاذ والإفرازات التي تنتج عن الكلام والعطاس وغيرها، وكذا من خلال استعمال أغراض شخصية للمصاب من أجل الأكل أو الشرب أو غيرهما.
كما وضح الدكتور عفيف أن العدوى الفيروسية لمرض “النكاف” يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة كالإصابة بالتهاب السحايا، المعروف بـ”المينانجيت”، إضافة إلى تورم والتهاب الخصية وهو ما قد يؤدي إلى العقم.
وشدد الدكتور عفيف على أن اللقاح المذكور يمكن من توفير حماية للأطفال من المرض بنسبة 97 في المئة، وهو ما يؤكد نجاعته وفعاليته، مشيرا إلى أن الملقحين، وحتى في حال إصابتهم، لا يتسبب لهم المرض في مضاعفات صحية صعبة ومعقدة.
ونبّه إلى أن التلقيح ضد الأمراض بشكل عام يعتبر خطوة وقائية ضرورية، تجنب الإصابة بالتبعات الوخيمة لمختلف الأمراض في حال الإصابة بها، وتقلّص من نسبة المصاريف الطبية، التي قد تترتب عن عدوى معينة قد يتعرض لها طفل غير ملقح.
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية تعتبر أنه يمكن الوقاية من عدوى “النكاف” عن طريق التطعيم من أجل تقليل خطر العدوى بين النساء الحوامل وما يترتب عليه، لذلك توصي بإدخال لقاح “النكاف” إلى جدول اللقاحات التي تعتمدها المؤسسات الصحية عبر دول العالم، ليتحول إلى تطعيم روتيني.