أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، اليوم السبت، انخراط الرابطة القوي في ورش القيم الوطنية الجامعة الذي أطلقه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من خلال الخطب الملكية، ولاسيما خطاب افتتاح البرلمان في دورته الخريفية.
وأوضح السيد عبادي، في كلمة افتتاحية للمجلس الأكاديمي ال31 للرابطة المنعقد بواسطة تقنية المناظرة المرئية، أن الرابطة ستنخرط في هذا الورش عبر مراكزها ووحداتها العلمية البحثية، التي يبلغ عددها 30 مركزا ووحدة، معتبرا أنه حان الأوان لكي تعمل هذه الأخيرة بتظافر، كل من زاوية اختصاصه.
وأبرز أن جلالة الملك ذكّر بأن القيم الدينية والوطنية تشكل المكونات الأساسية لهذه القيم الجامعة التي أسهمت في تماسك الشعب المغربي، مضيفا أن ورش القيم، وخصوصا منها الدينية والوطنية، له خصوصيته المتمثلة في انطلاقه من الوحي بشقيه، الكتاب والسنة، وكذلك من النصوص الحديثية.
وأشار إلى أن تركيز جلالة الملك على القيم الدينية يضع المؤسسات الدينية في المغرب أمام هذه المسؤولية التاريخية الوازنة، ويحثها على الانخراط وظيفيا، بكل قدراتها، في هذه الأوراش.
وسجل السيد عبادي، في هذا السياق، أن الرابطة ستصدر قريبا مؤلفا في القيم، إلى جانب موسوعات علمية تحتل القيم فيها حيزا مهما، وتحمل عناوين منها “السردية الأصيلة للدين المعالم والمراسم”، و”موسوعة الثوابت والاختيارات الدينية للمملكة المغربية الشريفة، عقيدة وفقها وسلوكا”.
وأبرز أنه لا يمكن التطلع إلى استقرار هذه الأبعاد القيمية إذا لم يتملكها الإنسان، مؤكدا أن آليات تملك هذه القيم تمر بدورها عبر دوائر من الوعي العقلي فالوجداني، ثم الاجتماعي.
وأوضح أن لكل من هذه الآليات خصوصيتها التي تحتاج إلى الأخذ بعين الاعتبار كل المكونات الفكرية والوجودية والفكرية والنفسية، وكذا المكونات الاجتماعية المحلية والكونية، التي تحتاج، بدورها، إلى الإيضاح الذي لا يتحقق إلا بالبحث العلمي.
وشدد السيد عبادي، في هذا الإطار، على ضرورة تظافر الجهود من أجل مساعدة كل فئات المجتمع على استنباط هذه القيم ببعد يراعي مستواها العمري والفكري والنفسي.
وستتواصل أشغال المجلس الأكاديمي بتقديم مجموعة من العروض تهم عددا من المجالات، لاسيما “مراحل إنجاز الموسوعات العلمية”، و”مراحل برنامج اقتدار”، وكذا جديد إصدارات المؤسسة.
ويضم جدول أعمال المجلس، المنعقد عملا بمقتضيات الظهير الشريف المؤسس والمنظم للمؤسسة، “التداول حول سير أعمال المؤسسة، مع عرض برنامج عملها في مجال خدمة ثوابت المملكة المغربية الشريفة، عقيدة ومذهبا وسلوكا، من خلال بناء وتعميق الكفايات في مجالات العلم النافع الممكّن من تعزيز التمسك بالقيم الدينية والوطنية، عبر مراكز البحوث والدراسات المتخصصة، والوحدات العلمية، التابعة للرابطة، وفاء بمهام التمنيع الفكري والعلمي، التي يقتضيها السياق العولمي الراهن، وتعزيزا لسبيل تحقيق النموذج التنموي الوطني، بقيادة مولانا أمير المؤمنين، نصره الله”.