
مغرب العالم/ يوسف دانون

في عصر أصبح فيه البث المباشر وسيلة للتواصل الواسع، وأحيانًا الشهرة السريعة، ينسى البعض أن هذه المساحات الرقمية ليست بلا قانون، وأن كل تصرف له تبعات قانونية وأخلاقية. ومثال ذلك، ما حدث مؤخرًا على منصة تيك توك، عندما ظهر أحد الأشخاص في بث مباشر مدّعيًا تمثيله لمؤسسات سيادية مثل الدولة المغربية والبلجيكية، بل وذهب أبعد من ذلك بادعائه الانتماء إلى جهاز المخابرات!
ادعاءات خطيرة وخداع مرفوض
لم يكتفِ هذا الشخص بتزييف هويته، بل أظهر أختامًا تخص الشرطة البلجيكية، مما دفع أحد المشاركين في البث إلى اتخاذ خطوات قانونية ضده، عبر التوجه مباشرة إلى مركز الشرطة في بلجيكا. وبعد التحقيق، تبيّن أن هذا الشخص يعاني من اضطرابات نفسية، وكان يعمل في السابق كعامل نظافة داخل أحد أقسام الشرطة، وهو ما مكّنه من سرقة بعض الوثائق والأختام، ليستغلها لاحقًا في تمثيليات خطيرة ومضللة على الإنترنت.
العدالة تتحرك… ولا مجال للعبث
استُدعي هذا الشخص للتحقيق من قِبل السلطات، مما يؤكد أن القانون يقف بالمرصاد لكل من يحاول تضليل الناس أو زرع الخوف فيهم، تحت ستار مزيف من السلطة. هذه الحادثة ليست مجرد قصة عابرة، بل جرس إنذار مدوٍّ.
الدرس للجميع: لا تكن ضحية الجهل والتهويل
منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها تيك توك، ليست مسرحًا للعبث. يجب على كل مستخدم أن يتحلى بالوعي، وألّا يصدق كل ما يُقال أو يُعرض أمامه. فليس كل من يرتدي زيًا رسميًا أو يُظهر ختمًا هو رجل سلطة، ولا كل من يتحدث بثقة هو صادق النية.
الجهل لا يُعذر أمام القانون
في العالم الرقمي، كما في الواقع، القانون لا يحمي المغفلين. كفانا تهورًا واستسهالًا، ولنعِ جميعًا أن من يسيء استخدام هذه المنصات سيحاسب، مهما طال الزمن. فالعالم الرقمي ليس غابة، والحرية لا تعني الفوضى.–