
مغرب العالم / يوسف دانون

في وقت يتسابق فيه العالم نحو تحسين صورة شركات الطيران وتعزيز تواجدها الدولي ، يلفت الانتباه غياب تام ولافت للافتة الخطوط الملكية المغربية في مطار بروكسل الوطني، احد اكبر المطارات الاوروبية، هذا الغياب الذي يرقى الى مستوى الظاهرة ، لايمكن تفسيره فقط بعوامل لوجستيكية او تنظيمية، بل يبدو امتدادا لسلسلة من الاخفاقات التي باتت تؤرق الجالية المغربية بالخارج وخاصة بلجيكا .
فكل من يتجول داخل مرافق مطار بروكسل الوطني، سيجد لافتات ارشادات واضحة لاغلب شركات الطيران العالمية، بما في ذلك شركات صغيرة الحجم وحديثة النشأة، غير ان الخطوط الملكية المغربية، الناقل الرسمي للمملكة، تغيب كليا عن هذه اللوحات دون مكتب واضح، او حتى رمز يدل على وجودها.
هذا التجاهل البصري ينعكس على واقع اكبر ، يعاني فيه المسافر المغربي من غياب المعلومة، والتواصل الفوري والخدمات الاساسية التي يجب ان تكون حاضرة في كل مطار دولي تتعامل معه شركة وطنية .
اهمال مقصود ام عجز مؤسسي، حيث تثير هذه الظاهرة تساؤلات حقيقية حول اذا كان غياب الخطوط الملكية المغربية عن مطار بروكسل الوطني نتيجة اهمال غير مقصود ، ام هو جزء من سياسة اتصالية فاشلة لا تعير اهتماما لصورة الشركة في الخارج، فالجالية المغربية التي تشكل ركنا اساسيا في مداخيل هذه الشركة، لطالما عبرت عن استيائها من تدهور جودة الخدمات، غللء التذاكر وضعف التواصل والبيروقراطية التي لا تزال تخنق المسافرين.
والملاحظ هو اثمنة باهضة وخدمات غائبة، هاته المفارقة الكبرى ان الخطوط الملكية المغربية لاتزال تفرض اسعارا مرتفعة، لاتعكس بتاتا جودة الخدمة او مستوى العناية بالزبناء، وبدلا من تحسين صورتها والاقتراب من زبنائها، نراها تختفي من مشهد مطار بحجم بروكسل، وكأنها تقول للمسافرين، ابحثوا عنا ان استطعتم!!!! .
هذا الغياب لايمكن ان يفهم الا كتعبير عن قطيعة متزايدة بين الشركة ومحيطها الدولي ،وخاصة افراد الجالية المغربية الذين يستحقون معاملة تحترم ارتباطهم بالوطن ، وتقدر مساهماتهم الاقتصادية والاجتماعية ، فهل من المعقول ان يجد المغربي نفسه غريبا في مطار دولي ، عاجزا عن العثور على ممثل لشركته الوطنية ??? .
اليس من واجب الخطوط الملكية المغربية ان تحترم اول زبنائها واكثرهم وفاء ????
غياب مكتب او حتى لافتة ترمز الى الخطوط الملكية المغربية في مطار بروكسل الوطني ، ليس مجرد صدفة ، بل مؤشر واضح على خلل بنيوي في الرؤية والتخطيط والعناية بصورة الناقل الوطني، ومهما كانت الاسباب فان تجاهل مطالب وانتقادات الجالية، لن يزيد الوضع الا سوءا ، ويهدد بمزيد من فقدان الثقة في مؤسسة كان يفترض ان تكون رمزا للانتماء والكرامة الوطنية .