أكد رئيس المجلس العلمي المحلي للرباط، العربي المودن، اليوم السبت بالرباط، أن الحياة الطيبة بمختلف المعاني هي التنمية التي نهفو إليها بمفهومها الشامل والمندمج.
وأوضح السيد المودن، في افتتاح الملتقى العلمي الثقافي الثاني عشر، الذي ينظمه المجلس العلمي المحلي للرباط حول موضوع “الأسس العلمية والأخلاقية للتنمية في الإسلام”، تحت إشراف الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى والمجلس العلمي الجهوي للرباط سلا القنيطرة، أن “الحياة الطيبة هي التي نعد لها شبابنا في الجامعات والمعاهد ومدن المهن والكفاءات”.
واعتبر أن التربية عملية لا تتم في فراغ ولا يمكن أن تتم بمعزل عن مشكلات واحتياجات وتطلعات الأمة بكل فئاتها، مبرزا أنها “قوة اجتماعية هائلة قادرة على إحداث تغيرات بعيدة المدى في البناء الحضاري للمجتمع، فضلا عن كونها قوة اقتصادية كبرى باعتبارها استثمارا لأغلى ما تملكه الأمة وهو شبابها”.
وأضاف أن من القيم الإسلامية العظمى في إدارة الأعمال التنموية قيمة العدل والنهي عن إدخال المشقة على الناس، موضحا أنه إذا كانت الإدارة الصالحة للتنمية هي التي تقوم على أساس من العدل والمساواة وتكافؤ الفرص والشورى وتدعيم العلاقات الإنسانية والتعاون، فقد كان للإسلام الحنيف فضل السبق في الدعوة إلى هذه القيم النبيلة في نصوصه وتعالميه السمحة.
ومن جهته، أكد رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، محمد أصبان، خلال هذا الملتقى المنظم بتعاون مع ولاية جهة الرباط-سلا-القنيطرة ومجلس مدينة الرباط، أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية والدينية أمر ضروري لمواجهة حاجيات المجتمع والرفع من مستوى الأفراد والجماعات، وهو أمر “مرتبط بالإنسان وأخلاقه لأن الإنسان هو أداة التنمية الأولى، وأخلاقه هي التي تحدد نوع التنمية التي يريدها وتضمن بقاءها وازدهارها وتنوعها وانتشارها”.
وشدد على أن “الإسلام يحث على التنمية الشاملة ويحرص على تخليق المجتمع والحياة الاجتماعية … تأسيسا للعلاقات الاجتماعية المؤثرة في التنمية على قواعد الصدق والأمانة والعدل والإنصاف والإخلاص والنصيحة والتعاون والتضامن والتكافل”.
وخلص إلى أن “التمسك بالأخلاق الإسلامية هو خير معين على تحقيق مقاصد التنمية المادية والمعنوية والرفع من مستواها، إذ لا تنمية بدون أخلاق”.
ومن جانبه، قال مدير تتبع أنشطة المجالس العلمية بالأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى، محسن إكوجيم، “إن الله عندما اختار الإنسان خليفة له في الأرض وجهه وبين له وأقام له الأركان، ثم جعل له أمرا لا بد وأن يتخذه وصية ربانية خالدة في تاريخ هذا الوجود وهذه الإنسانية، وهي عدم الإفساد في الأرض بعد إصلاحها”.
وأضاف أن “الوحي علم الإنسان أن الكون لا يمكن أن نفعل فيه بدون علم، ثم جعل الله تعالى للعلم قرينا وهو الأخلاق، لأن العلم بدون أخلاق ينتهي بالإنسان إلى أشد المصائب، لكن عندما يؤطَّر العلم بالأخلاق والقيم يجلي الإنسان حقيقته ويجلي المقام الذي أراده الله تعالى له”.
ويهدف هذا الملتقى الذي يستمر على مدى أسبوع، على الخصوص، إلى إبراز مفهوم التنمية في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والتراث الفقهي والحضاري في الإسلام، وبيان المنهج الإسلامي في التنمية البشرية، بالإضافة إلى إبراز الأسس الشرعية للنموذج التنموي الجديد، وربط وظيفة الاستخلاف العام في الأرض بأنواع التنمية.
ويتضمن برنامج الملتقى ندوات ومحاضرات تتمحور على الخصوص حول “أسس التنمية البشرية في السنة النبوية”، و”التنمية الروحية في القرآن الكريم”، و”بناء الإنسان الرباني أساس التنمية في الإسلام”، و”الأبعاد المالية لتنمية الأسرة في الإسلام”.