وسط تصاعد وتيرة الاحتجاجات المناهضة للعنصرية والعنف الشرطي، وأعمال العنف الدامية بين عناصر الأمن الفرنسي والمحتجين لليوم الرابع على التوالي، شُيعت، اليوم، جنازة الفتى «نائل» ذو الأصل الجزائري، الذي قتل برصاصة شرطي فرنسي، خلال تدقيق مروري، فيما توعد الرئيس الفرنسي بإتخاذ إجراءات حازمة ضد المتورطين في أعمال عنف، ودفعت السلطات الفرنسية بتعزيزات أمنية في أرجاء متفرقة من البلاد إضافة لاعتقالها1311 شخصا.
ويوارى جثمان “نائل” الثرى في مقبرة مون فاليريان بالعاصمة الفرنسية باريس، بعدما توفي على إثر رصاصة قاتلة في الصدر أطلقها عليه شرطي من مسافة قريبة، خلال تدقيق مروري، ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عاما تهمة القتل العمد والعنصرية، مما أشعل موجة غضب في البلاد.
ووفقًا لوسائل إعلام فرنسية فقد أدت هذه الحادثة، التي هزت الشارع الفرنسي، إلى تسليط الضوء على أوضاع الجاليات العربية، ممن يسكنون الأحياء الشعبية وما يعانونه من تهميش وتمييز؛ إذ يعاني شباب الضواحي الباريسية الذين ينحدر معظمهم من أفريقيا، من ارتفاع معدل البطالة والفقر وتعرضهم لأشكال متعددة من العنصرية، أبرزها العنف الشرطي.
وتشهد عدد من المدن الفرنسية بدءا من العاصمة باريس مرورا بمرسيليا وليون وتولوز ثم وصولا إلى استراسبورج، احتجاجات دامية تخللتها هتافات مناهضة للعنصرية والعنف الشرطي، وشابتها أعمال عنف أصيب على إثرها 79 شرطي في موجة غضب مستمرة منذ الثلاثاء الماضي، مما يضع الرئيس إيمانويل ماكرون في أزمة تعد الأكبر منذ احتجاجات السترات الصفراء التي اندلعت في 2018
وافاد وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، في ساعة مبكرة من صباح أمس باعتقال 270 شخصا اعتقلوا ليل الجمعة فقط ليرتفع عدد الموقوفين في فرنسا، لـ1311 شخصا بعد ليلة رابعة من أعمال الشغب في أنحاء البلاد