مع استمرار المظاهرات في فرنسا إثر مقتل شاب فرنسي من أصول جزائرية، يرى ماكرون أن سبب المظاهرات ألعاب الكمبيوتر وقلة تربية، بينما يرى آخرون أن السبب هو سياسات الهجرة، بينما يلقي أطراف اللوم على الوضع الاقتصادي في فرنسا، بالنسبة لحكومة الإمارات فترى أن السبب هو لطافة فرنسا مع المسلمين.
تطورت المظاهرات لأعمال شغب، وسرقة محال تجارية وحرق سيارات، ثم تسلح بعض المتظاهرين، وبدانا نرى اليمين المتطرف في الشوارع الى جانب الحكومة، ثم انتقلت الاحتجاجات إلى بلجيكا وسويسرا
حتى الآن، يراهن كثيرون على قدرة الحكومة على إخماد المظاهرات، وربما استطاعت الحكومة ذلك لأن المتظاهرين ليس لديهم رؤية استراتيجية لكيفية تغيير البلاد، ولأنهم يفتقدون للتنظيم الذي أظهرته “الستر الصفراء”، لكن لديهم مزايا لا تستطيع الحكومة التعامل معها مثل اتساع البقعة الجغرافية للمتظاهرين وعدم تنظيمهم او وجود هيكلية لهم، بل يدعون للتظاهر عبر الانترنت، لذلك تحاول فرنسا الآن التصدي لنشاطهم السيبراني.
يمكن تقريبا الجزم بإمكانية إخماد ماكرون لهذه المظاهرات، لكن حتى لو استطاع فعلا، فالمظاهرات ستعود، لأن المجتمع الفرنسي بل والأوروبي أصبح منقسما، بين اليمين واليسار والمهاجرين، حول سياسات الهجرة وادارة الاقتصاد الذي بدأ بالترنح. سيكون هناك بالطبع تحديثا لقوانين الهجرة، لتصبح اكثر صرامة، لكن المشكلة بالأساس اقتصادية واجتماعية، فالمجنس الفرنسي لن يكون مساويا أبدا لمواطن فرنسي الأصلي، مايعني ان المجتمع منقسم أصلا، فالمظاهرات تعبير عن كره للحكومة وسياساتها تجاه المتظاهرين، كما سيستمر تدفق المهاجرين بسبب سياسات فرنسا في مستعمراتها فوضع حكام فاسدين، سيؤدي حتما لاستمرار هجرة الناس للبحث عن عيشة أفضل، وعن فرص وظيفية في الشركات التي تقوم بنهب ثروات بلادهم.
إن عادت المظاهرات، واجهضت مرة او مرات، لكن ستكون هناك مظاهرات لن تستطيع الحكومة اخمادها، وستشعل ربما حربا أهلية، بين السكان الأصليين والمهاجرين. المستقبل كفيل بإظهار الحقيقة.
نورس للدراسات